فمنها : ما رواه الكليني بإسناده عن إسماعيل الجعفي قال : « سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : الأذان والإقامة خمسة وثلاثون حرفاً ، فعدّ ذلك بيده واحداً واحداً ، الأذان ثمانية عشر حرفاً ، والإقامة سبعة عشر حرفاً » (١).
وقد تقدم قريباً (٢) نبذ من الكلام حول إسماعيل الجعفي الذي هو مردد بين ابن جابر وابن عبد الرحمن وابن عبد الخالق ، حيث إنّه يطلق على كل واحد من هؤلاء الثلاثة كما يظهر من مشيخة الفقيه ، ولم يعلم المراد منهم في المقام بعد أن كان الراوي عنه أبان بن عثمان الذي هو من أصحاب الصادق عليهالسلام. نعم ، لو صدرت الرواية بعد زمانه عليهالسلام لتعيّن إرادة الأوّل لموت الأخيرين في زمان حياته عليهالسلام ولكنّها وردت عن الباقر عليهالسلام ، فلا معيّن في البين.
غير أنّ من المطمأن به أنّ المراد به هو الأوّل ، لما ذكره النجاشي من أنّه هو الذي روى حديث الأذان (٣).
وكيف ما كان ، فهو معتبر على كل تقدير ، إذ الأوّل قد وثّقه الشيخ في رجاله كما سبق (٤) ، والأخيران بين موثوق وممدوح. فالرواية إذن معتبرة السند.
وأمّا من حيث الدلالة ، فهي وإن كانت مجملة حيث لم يبيّن فيها الكيفية إلا على سبيل الإشارة والإجمال وأنّها ثمانية عشر حرفاً ، إلا أنّ السيرة العملية والتعارف الخارجي يكشفان القناع عن هذا الإجمال بعد انطباق العدد على عملهم من الإتيان بالتكبيرات أربعاً وبباقي الفصول مثنى مثنى.
ومنها : موثقة المعلى بن خنيس (٥) المتضمنة لذكر الفصول الثمانية عشر على
__________________
(١) الوسائل ٥ : ٤١٣ / أبواب الأذان والإقامة ب ١٩ ح ١ ، الكافي ٣ : ٣٠٢ / ٣.
(٢) في ص ٢٤٥.
(٣) رجال النجاشي : ٣٢ / ٧١.
(٤) في ص ٢٤٦.
(٥) الوسائل ٥ : ٤١٥ / أبواب الأذان والإقامة ب ١٩ ح ٦.