النصوص المعتبرة عليه ، معللاً في بعضها بأنّها ذكر الله وهو حسن على كل حال.
فمنها : صحيحة محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام « قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا سمع المؤذّن يؤذّن قال مثل ما يقوله في كل شيء » (١).
ومنها : صحيحته الأُخرى عنه عليهالسلام « أنه قال له : يا محمد بن مسلم لا تدعنّ ذكر الله عز وجل على كل حال ، ولو سمعت المنادي ينادي بالأذان وأنت على الخلاء فاذكر الله عز وجل ، وقل كما يقول المؤذّن » (٢).
ومنها : صحيحة زرارة قال : « قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ما أقول إذا سمعت الأذان؟ قال : اذكر الله مع كل ذاكر » (٣).
ونحوها غيرها مما دل على الاستحباب في جميع الأحوال حتّى لدى التخلّي ، بل في بعضها أنه يزيد في الرزق (٤) وإن كان السند مخدوشاً.
وكيف ما كان ، فلا إشكال كما لا خلاف في الاستحباب ، بل عليه الإجماع في غير واحد من الكلمات.
وأمّا الجهة الثانية : أعني الكفاية والاجتزاء بالحكاية ، فلم يرد فيها نص حتى رواية ضعيفة ، فلا بد إذن من الجري على طبق القاعدة.
فنقول : إن كان المحكي مجرد اللفظ من دون قصد المعنى لا تفصيلاً ولا إجمالاً ، فاستحباب مثل هذه الحكاية فضلاً عن الكفاية محل تأمل بل منع ، ضرورة أنّها لا تعدو عن كونها مجرد لقلقة اللسان ، ومثلها لا يكون مصداقاً لذكر الله المشار إليه في تلك النصوص ، فكيف يكون مشمولاً لها.
وإن كان المحكي هو المعنى ولو على سبيل الإجمال كما لعله الغالب في من لم
__________________
(١) ، (٢) الوسائل ٥ : ٤٥٣ / أبواب الأذان والإقامة ب ٤٥ ح ١ ، ٢.
(٣) الوسائل ٥ : ٤٥٥ / أبواب الأذان والإقامة ب ٤٥ ح ٥.
(٤) الوسائل ١ : ٣١٤ / أبواب أحكام الخلوة ب ٨ ح ٣.