المجملة ، من حيث اشتمالها على الأمر بافعال لم يتميز الواجب عن المندوب فيها ، كقوله صلّى الله عليه وآله ( صلّوا كما رأيتموني أصلي ) (١) وقوله عليه السلام في صحيحة حماد ( هكذا صلىٰ ) (٢) مشيراً إلى فعله عليه السلام ، وقوله عليه السلام ( هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ) (٣) مشيراً إلى فعله عليه السلام ، وقوله صلى الله عليه وآله ( خذوا مناسككم عني ) (٤) .
وللأعمي أن يجيب أولاً : بمنع طرو التقييد على الإطلاقات بالأخبار البيانية المذكورة .
وتفصيل هذا الجواب : أما عن قوله صلى الله عليه وآله ( صلوا كما رأيتموني ) فبأنه .
أولاً : محتمل لمطلوبية مقدار ما يحصل معه التسمية مما رأوه ، دون مطلوبية ما يزيد على المسمى مما هو غير معين ، فيكون قوله ( كما رأيتموني ) بياناً لمسمى المطلق ، لا تقييداً له بما هو مجمل .
ولكن هذا الجواب مبني على أن يكون صدور قوله عليه السلام ( صلوا كما رأيتموني ) واقعاً في أوائل البعثة ، ليكون من جملة التكاليف المبينة شيئا فشيئا ، ولم يثبت وقوعه فيها ، بل الثابت في صحيحة حماد وبيان الوضوء عدم الوقوع فيها ، مع أنه لو ثبت وقوعه فيها ، لكن لم يثبت وقوع التشريع في العبادة الارتباطية شيئا فشيئاً ، فإن القدر المتيقن ثبوته في العبادات الاستقلالية .
وثانياً : محتمل لأن يكون المراد الإخبار عن أن الملائكة صلوا في ليلة المعراج كما رأيتموني أصلي ، فيكون صلوا فعل ماض لا أمر ، كما يرشد إليه كونه في ذيل حكايات ليلة المعراج ، ولكن لا مسرح لهذا الاحتمال في صحيحة حماد ، وخبر
___________________________
(١) عوالي اللاۤلى ١ : ١٩٨ الحديث ٨ ، سنن البيهقي ١ : ١٢٤ صحيح البخاري كتاب الأذان ، باب الأذان للمسافر اذا كانوا جماعة والإقامة . قطعة من الحديث .
(٢) الوسائل ٤ : ٦٧٤ باب ( ١ ) من ابواب افعال الوضوء الحديث ١ .
(٣) الوسائل ١ : ٣٠٨ باب ( ٣١ ) من ابواب الوضوء الحديث ١١ . الأبواب حديث ١١ .
(٤) رواه ابن ميثم البحراني ( قده ) في شرحه على نهج البلاغة ١ : ٢٢٥ من الطبعة الحديثة ، ورواه في المستدرك كتاب الحج باب ( ٥٤ ) من أبواب الطّواف حديث ٤ نقلاً عن العوالى .