بيان الوضوء .
وثالثاً : سلمنا ، لكن المطلوب من تلك الأحاديث إن كان تطبيق عمل المصلي على عمله عليه السلام في جميع خصوصيات الحركة والسكون ، والوقف والوصل ، وغير ذلك من الكيفيات الخاصة المتعذرة للمكلف ، فمن المعلوم امتناعه مطلقا سواء كان الطلب للوجوب ام للندب ، وإن كان المطلوب وجوب التطبيق عليه بحسب القدرة والإمكان ، فمن المعلوم منعه ، للعلم الإجمالي باشتمال فعله عليه السلام على كثير من المستحبات ، فلا وجه لوجوبها على المكلف ، وإن كان المطلوب استحباب التطبيق عليه بحسب القدرة والإمكان ، فمن المعلوم عدم لزوم الإتيان بمعلوم الاستحباب ، فضلاً عن مجهوله ومجمله .
ورابعاً : بأن المراد من قوله ( صلى الله عليه وآله ) كما رأيتموني او كما أصلي ليس التشبيه الحقيقي ، بل هو للترغيب والتهييج ، كقولك للمريض : إشرب الدواء كما أشرب أنا ، ويقرب من ذلك قولهم ( اللّهم صلّ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ) فإن الكاف فيه ليس للتشبيه في جميع الخصوصيات ، بل للتشبيه من جهة خاصة من الكيفية او الكمية ؛ ضرورة أفضلية المشبه من المشبه به .
وأما عن قوله صلى الله عليه وآله ( خذوا مناسككم عني ) :
فأولاً : بأن المقصود الأخذ بأحكام المناسك عنه ، لا الأخذ بموضوعاتها عنه ، سواء أريد من المنسك المذهب الذي يلزم العمل به ، او ما يختص بأفعال الحج وعباداته .
وثانياً : بأن المقصود من الأخذ عنه ردع الأخذ بالقياس ، والاستحسان ، وسائر المصالح المرسلة التي هي دأب المخالفين ، لا ردع الأخذ بالإطلاق والظهور فإن الأخذ بهما أخذ عنه ، لا عن غيره .
وثانيا :
لو سلم الأعمي طرو التقييد بتلك الأخبار البيانية المجملة على الإطلاقات ، لكن له أن يجيب برفع إجمال تلك الأخبار الواردة في بيان العبادة فعلاً بالأخبار الأخرى الواردة في بيان العبادة تقريراً ، كقوله عليه السلام (
الوضوء