لوازم (١) الشخصيّة من الأوضاع الخاصّة والكيفيّات المخصوصة تارة تلاحظ في نفسها ولا يحكم عليها بالوجود ذهنا ولا خارجا ولا بالكلّية والجزئيّة ، ضرورة أنّ هذه كلّها أوصاف خارجة عن الماهيّة طارئة عليها وإن كانت متّصفة بالوجود الذهني في الواقع ، فإنّ عدم اتّصافها به يوجب التعامي عن بيان أحكامها وجودا وعدما. واخرى تلاحظ من حيث إنّها متّصفة بالوجود ذهنا أو خارجا.
فعلى الأوّل فهو فرد من مفهوم الصور الذهنيّة ومصداق من مصاديق العلم. وعلى الثاني فهو فرد من أفراد تلك الماهيّة في الخارج ، فالفرد ليس إلاّ تلك الماهيّة عند اتّصافها بالوجود الخارجي. وبعبارة اخرى : أنّ الفرد ليس إلاّ الطبيعة الخارجيّة ، ولا يعقل من الفرد سوى ما ذكرنا.
والإنصاف : أنّ وجود الكلّي بالمعنى المذكور من الامور الواضحة الجليّة التي لا يتوقّف العلم به على ملاحظة أمر خارج عن طرفي الحكم المزبور.
نعم ، ربما قيل : إنّه يحتاج إلى تنبيه ، حيث إنّ الطبيعة لا بشرط شيء ربما يتوهّم أنّ مقارنة شيء لها مانعة عن وجودها ، وحمل ما هو المعروف في الاستدلال من حديث الجزئيّة على ذلك. ولعلّه لا يحتاج إلى التنبيه من هذه الجهة أيضا ؛ فإنّ المقارن ـ على ما هو المفروض ـ ليس إلاّ الوجود الذي به يتحقّق تلك المأخوذة لا بشرط شيء ، ولا يعقل ممانعة الوجود المقارن عن اتّصاف الماهيّة لا بشرط شيء بالوجود. كيف! وذلك المقارن هو وجودها.
ومن هنا يظهر أنّ ما هو المعروف عندهم في تقريب الاستدلال بالجزئيّة : من أنّ الماهيّة بشرط شيء موجودة في الخارج واللابشرط جزء منها وجزء الموجود الخارجي موجود ، لا يخلو عن مسامحة ومساهلة ، حيث إنّ المركّب ليس إلاّ الماهيّة
__________________
(١) كذا ، والمناسب : اللوازم.