بكر عن تأدية سورة براءة (التوبة) في السنة الثامنة للهجرة (على مهاجرها وآله أفضل التحية والسلام) وهي بحكم المتواترة في كتب القوم فضلاً عن كتب الخاصة ، ولفظه كما رواه أحمد بن حنبل في المسند عن أبي بكر أنه قال : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعثه (١) ببراءة لأهل مكة لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلاّ نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مدّة فأجله إلى مدّته والله بريء من المشركين ورسوله. قال : فسار بها ثلاثاً ، ثم قال لعلي (رضي الله تعالى عنه) الحقه فردّ عليَّ أبا بكر وبلغها أنت. قال : ففعل. قال : فلما قدم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو بكر (٢) بكى قال :
____________________
= ٥٤٦ ، والايجي في المواقف ٣٥٦ : ٨.
(١) في المستدرك : عن عبد الله بن عمر أن عمر كان قد بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم معه.
(٢) روى العامة بطريق محرز عن أبيه أبي هريرة الدوسي انه لم يرجع وانه قال للأمير حينما قدم عليه : أمير أم مأمور ، فقال له الأمير (صلوات الله عليه) : بل مأمور! وان الأمير كان يبلّغ بين يدي أبي بكر الذي كان اميراً للحاج والأمير مبلّغاً للآيات ، وأن أبا هريرة كان هو الآخر مأموراً بالنداء من قبل أبي بكر ونادى بها حتى صحل صوته (أي بحّ)! .. إلى آخر ما اعتدنا سماعه من أمثال داعية القوم وراويتهم أبي هريرة. انظر : تفسير ابن كثير ٣٤٦ : ٢.
ولا أنوي مناقشة الرواية بشكل مفصل ، ولكن لا بد من اشارة اجمالية لبعض ما فيها من وهن الذي يتجلى لنا من خلال النقاط التالية :
١ ـ ان أبا هريرة متهم بوضع الحديث ، لا سيما تلك المتعلقة بالأمور المرتبطة بأمير المؤمنين عليهالسلام ، إذ كان معروفاً بعدواته لأمير المؤمنين عليهالسلام ، فعلى الرغم من روايته لخمسة آلاف وثلاثمائة حديث عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وفقاً لابن حجر ـ إلاّ انها خلت من حديث واحد عن أمير المؤمنين عليهالسلام بطريقه إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم. وللتفضيل يرجع إلى كتاب شيخ المضيرة أبي هريرة.
٢ ـ إن نزول براءة كان بعد اسلام أبي هريرة بنحو سنة واحدة ، وكان في الصحابة من هو أشد منه صوتاً إن انتخب لصوته ، وأقدم منه صحبة إن انتخب لصحبته ، وأكثر منه شجاعة إن انتخب لشجاعته ، وأشد منه التصاقاً برسول الله إن ادعيت علاقته اللصيقة به(صلوات الله عليه وآله) والتي يروون عنها الأعاجيب ، فما بال=