وهكذا الكثير من أقواله (صلوات الله عليه وآله) مما استفاض وجوده في كتب العامة فضلاً عن الخاصة مما لا يسعنا المجال لاستقصاء الحديث عنه في هذا البحث ومحله في الكتب المتخصصة. (١)
أقول : لو أخذنا هذه الأحاديث وطابقناها مع محتوى الآية الشريفة ، سيتبدّى لنا المراد الحقيقي بهذه النفس ، فالأمر الإلهي المبتدىء بكلمة : (فَقُلْ) والذي جاء عقب التحاجج في مسألة ربّانية (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ، وما يفضي إليه حديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في متعلّقات الأداء والتبليغ وتبيانه أنه مأمور بذلك من قبل الوحي ، وما أشرنا إليه من إطلاق النبوّة والنسوة على نفس الواحدة ، وتطابق بنوة الحسن والحسين عليهالسلام ونسوية الزهراء الطاهرة عليهاالسلام لكل من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام عليهالسلام ، وما بيّناه بكون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يخرج عن انه متمحّض في رسالته ، كلها قرائن واضحة في أن المراد هنا في النفس هو المقام الربّاني والذي نسمّيه بالامتداد وهو لا ينحصر بالرحم كما حاولت كتب القوم توجيه الأمر. (٢)
____________________
= كلام ابن عدي في تضعيف أحد طرقة أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال ٥ : ٣٥٠ ، والعجلوني في كشف الخفاء : ٢٣٦ ، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٤٥٨ : ١ ، ٤٧٣ ، والزبيدي في اتحاف السادة المتقين ٥٦٦ : ٦ ، وابن تيمية في أحاديث القصاص : ٤ ، والقرطبي في التفسير ٦٠ : ١٣ ، و ٢١٥ : ١٥ ، وابن قانع في معجم الصحابة ١٩٨ : ١ ، وابن طلحة في مطالب السؤول : ٨٣ ، وأبا نعيم في تاريخ أصبهان ٢٥٣ : ١ ، وابن عساكر في التاريخ بطرق متعددة وبأسانيد متعددة أيضاً ٦٣ : ٤٢ و ١٨٩ و ١٩٧ ـ ١٩٨ و ٣٤٥ ـ ٣٤٦ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١٤٠ : ٤ ، والسيوطي في الدر المنثور ٧٥ : ٦ ، وأبا الفرج الأصبهاني في الأغاني ١٨٧ : ١٥.
(١)ككتاب الغدير للعلامة الأميني وفضائل الخمسة من الصحاح الستة للفيروزآبادي وإحقاق الحق للشهيد التستري وعبقات الأنوار للسيد حامد اللكهنوي وغيرها كثير.
(٢) من عجائب تبريرات القوم انهم يكيلون في هذه الآية بمكالين ، فإن تعلّق الكلام بالنفس الربانية قالوا بأنها نفس رحمية فابن العم يسمّى نفس ابن عمّه كما نقل ابن =