فاطمة عليهاالسلام عن القصة! ورأى بعضهم وجود أميرالمؤمنين عليهالسلام في هذه القصة كثيراً فقام بحذفه منها كما الشعبي قاضي بني أمية على ما حكاه عنه الطبري. (١)
هذه عمدة إشكالات القوم ومحاولاتهم لتحريف أصل القصة وحرفها عن مسارها ، ولست في صدد الرد على مهارتراتهم في هذا المجال ، فأنت خبير بأنها اعتراضات ومحاولات لا ترقى إلى نيل شيء من دعوانا حول مصداقية الامتداد الرسالي بعد الرسول الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم المتمثّل بأهل البيت عليهمالسلام.
يبقى علينا أن نشير إلى أن عظمة دلائل هذه الآية لم يجد فيها البعض شيئاً يذكر بل وجد أن قيمتها تكمن في أن الآية تدعوا إلى الحوار فقال محمد حسين فضل الله : ولعل قيمة هذه القصة (أي المباهلة) أنها تجسد لنا الأسلوب الإسلامي في الحوار ، حين يريد الاحتجاج لفكره من جهة ، ومواجهة الأفكار المضادة من جهة أخرى ، وتعرّفنا مبلغ التسامح الذي يريد لأتباعه أن يمارسوه مع الآخرين. (٢)
ولا أعرف من أي كلام الرجل أجدر أن نتعجب ، أمن اغفاله لدور الآية في الحديث عن عمق مناقبية أهل البيت عليهمالسلام؟! وفيها ما أبهر حتى أعداءهم والمناصبين لهم كما قد رأيت ، أم من حديثه عن الحوار؟!
____________________
= الجمهور. روح المعاني ١٩٠ : ٣.
(١) تفسير الطبري ٢١١ : ٣.
أقول : وضع الشعبي وولاؤه لبني أمية وسعيه للنيل من مقام أهل البيت عليهمالسلام أبين من نار على سارية ، وقد علل المغيرة الراوي عن الشعبي عدم ذكر أمير المؤمنين عليهالسلام بالقول : أما الشعبي فلم يذكره ، فلا أدري لسوء رأي بني أمية في علي!! تفسير الطبري ٢١١ : ٣.
(٢) من وحي القرآن ٦٤ : ٦.