الأشعري والبغدادي ، وهدفنا من هذا القسم تبيان حقيقة الزيف الذي يكتنف عليه تأريخ الأشعري والبغدادي كنماذج لنصوص تعتبر حججاً أكاديمية بين يدي الباحثين المعاصرين! ممن أخذوا كتابة مؤرخي الفرق على علّاتها دون تمحيص ، وراحوا يبنون عليها نظراتهم التي يصفونها بالموضوعية والتجرد ، وهي إشكالية تعاني منها غالبية أو جلّ الكتابات المعاصرة عن الإمامية.
* * *
هذا وقد التزمت في عموم فصول الكتاب بأدب الحوار ، فلم أحاجج الآخر إلا بما يلزم نفسه به ، ولهذا فلقد جاءت مصادر الكتاب ومراجعه في عمومها الأغلب من كتب الآخرين ، فمن المعيب أن تحاجج الآخر بحججك التي لا يؤمن بها ولا يقرّ بإلزاميتها له ، وهو أمر فعله غالبية من حاور الشيعة ، فراح يحتجّ عليهم بكتب وأحاديث لا يقرّون بسلامتها ولا يمنحونها الاعتبار الذي من شأنه أن يلزمهم بشيء في مجال التاحجج والخصام ، فمن لا يرى في البخاري وسائر صحاح العامة مستنداً معتبراً ، كيف يمكن محاججته بما جاء فيه ، نعم هو ملزم لمن يؤمن به ويعتبره حجة عليه ، ولهذا فقد كان من واجبي أن أحاور الآخر بما يلزم نفسه به ، وفقاً لقاعدة : ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم.
* * *
وإني إذ أقدّم هذا الكتاب فإنّ لساني عاجز عن الثناء على الله سبحانه وتعالى على جميل ما وقفني إليه ، وإن بياني قاصر عن أن يشكر الألطاف التي شملتني بها بطلة كربلاء عقيلة الهاشميين الصدّيقة الحوراء زينب الكبرى (صلوات الله عليها) ، وكذا الشهيدة البريئة رقية بنت الإمام الحسين (صلوات الله على أبيها وعليها).
ولا يفوتني شكر السادة العلماء والمفكرين والقرّاء الكرام الذين أسهموا