هذه الروايات ـ وبعجالة ـ لا تخلو من الملاحظات التالية :
١ ـ إنها لا يمكن أن ترقى إلى معارضة كل ذلك الحشد من الروايات التي تحدّثت بإخراج أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المجموعة ، واصراره على اخراجهن رغم رغبتهن في الدخول مع أصحاب الكساء ، بل وتتعارض معها معارضة واضحة.
٢ ـ إنها ساقطة لتعارضها مع صحيح الروايات التي أدخلت سواهن في الكساء ، فبعضها وهو القليل قد أدخل الزوجات مع أصحاب الكساء في المراد بأهل البيت ، وهذه أخرجت أصحاب الكساء منه.
٣ ـ إن عكرمة حين طرح هذا القول أبدى بنفسه أنه مدّع له وليس راوية لخبر سمعه ، فما الذي يدعو مثله إلى طلب المباهلة؟ أليس بسبب استغراب أهل المدينة من قوله ومدّعاه ، فالإنسان لا يطلب المباهلة في ما كان مألوفاً ، وليس أدلّ على غرابته على أهل زمانه قوله : ليس بالذي تذهبون إليه ، مما يدل على أن الرأي المشهور في زمانه هو خلاف رأيه ، ولقد حاول أن يعتم على غرابة رأيه ، من خلال دعوى المباهلة حتى يربك فيه ضعاف العقول وبسطاء الناس.
٤ ـ إن السياق التاريخي للخبر يظهر أن صدوره كان في زمن بني أمية ، وأثناء غياب الصحابة ، وإلا لو كان متداولاً بين الصحابة لبرز من بينهم من تحدّث به ، بل لتحدثت به نفس زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى رأسهنّ عائشة ، فمن المعلوم أن أمثال عائشة التي تعجّ الكتب بحكاياتها ، كانت بحاجة لمثل هذا القول في أيام تأجيجها الحرب ضد عثمان بن عفان ، وفي أيام حرب الجمل ضد أمير المؤمنين عليهالسلام ، فأين غاب عنها مثل ذلك ، ومثله ما لا يمكن أن يغيب؟! وهو مالا ريب فيه في كونه يمثل مكسباً عظيماً بين يديها لو كان له وجود!
على إن القول بأن ابن عباس راوية للخبر ، كما في رواية ابن مردويه