من طريق سعيد بن جبير إلى ابن عباس (١) وبالنتيجة فقد رواه صحابي ، لا يصح! أولاً : لورود أحاديث مخالفة عن ابن عباس لهذا الخبر ، وطرق تلك أصح سنداً ، ولو لم تصح فلا أقل من كونها تسقط الخبر برمته للتعارض الذي بينهما ، فيما تبقى بقية الروايات التي تستثني الأزواج عن أهل الكساء على حالها بلا معارض ، وثانياً : لكون عكرمة متهم أساساً في أحاديث ابن عباس وغيره كما سيتبين لك ، وحال عروة في المساس بالأحاديث لا سيما تلك التي تتحدث بالمناقب أشهر من أن يتحدّث فيها ، (٢) ومن المعلوم أن زمن بني أمية تميز بكثرة الكذب والوضع في الحديث ، لا سيما في المجالات التي لها مساس ما ببيت أمير المؤمنين عليهالسلام وإعلاء شأن أعدائه ومخالفيه.
٥ ـ إن كلاً من عكرمة البربري وعروة بن الزبير كانا من النواصب المعروفين بانحرافهم عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، ولهذا فإن رواياتهم في الأمور التي لها مساس بنقض فضائله عليهالسلام ومناقب آل بيته عليهمالسلام مقدوحة سلفاً ، كيف لا؟! وقد اتفق القوم وتسالموا على صحة حديث : لا يبغضك يا علي إلا منافق ، وما يرادفه من معانٍ ، كما في الأحاديث التي روت أن الأنصار كانوا يختبرون طهارة أولادهم وخلوهم من النفاق بحبهم للإمام علي عليهالسلام ، وتناقلت كتبهم ما رواه مسلم في صحيحه وغيره عن الإمام علي عليهالسلام قوله : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلىاللهعليهوسلم إليّ أن لا يحبني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق. (٣)
____________________
(١) الدر المنثور ١٩٨ : ٥ ، وسنده مرفوع مما لا يعوّل عليه من جهة السند.
(٢) انظر لملثال ما رواه البخاري ومسلم في كتابيهما في مجال ما يسمى بمناقب أبي بكر وهو جده لأمه وخالته عائشة وأبوه الزبير ، وقد اشترك في هذه الروايات مع ابنه هشام.
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ٦٤ : ٢ ، ومثله الترمذي في سننه ٣٠٦ : ٥ ح ٣٨١٩ وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وممن نقل الحديث نصاً أو ما يرادفه في =