أهل الكساء ، وثانية يجذب ما جذبته أم سلمة من الكساء كي تدخل معهم ويصرفها عنهم ، وثالثة يأمرها بالابتعاد ، فهذه أم سلمة تروي فتقول : بينما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيتي يوماً إذ قالت الخادم : إن فاطمة وعلياً بالسدة ، قالت : فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قومي فتنحّي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريباً .. الخبر. (١)
وتلاحظ في هذه الروايات وغيرها أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يطلب احضارهم في مرة ، وهم يأتون بغير قصد ظاهر في ثانية ، ويطلب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من أم سلمة أن لا تأذن لأحد ، فيأتون فلا تستطيع منعهم فيستقبلهم (بأبي وأمي) في ثالثة ، ويخرج لهم في رابعة ، وهكذا ..
وفي كل الأحوال تجد ردّه هو الردع لحضور الأزواج ، فمرة تطالب أم سلمة بادخالها فيقال لها بعد صدها : إنك على خير ، ومرة لا يدعوها ، وثالثة تقول له بعد أن قرأ آية التطهير : يا رسول الله وأنا؟ فتقول : فوالله ما أنعم (أي لم يجبه بالموافقة) ، ورابعة يخاطبها بالقول بأنها ليست من أهل البيت ، وإنما : أنت من أزواج النبي ، وخامسة يدعو فيقول : اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، ويسكت فتقول له : وأنا يا رسول الله؟ فيقول لها : وأنت ، ليقرنها بواو عطف ظاهر كجهة ثالثة وليميّزها عنهم (صلوات الله عليهم أجمعين) ، وسادسة تدنو منهم عائشة فتقول : يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : تنحي!.
وتلحظه في مرة ثالثة تتعدد كلماته في شأن أهل بيته في مواضع لا تتصل بأزواجه مطلقاً ، بل تمنع من حملها على الأزواج ، مع حرصه على أن
____________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٢٩٦ : ٦ و ٣٠٤ ، وفي فضائل الصحابة ٥٨٣ : ٢ ، ومجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي ١٦٦ : ٩ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٠٣ : ١٣ ، و ١٤٥ : ١٤ ، وتفسير ابن كثير ٤٩٣ : ٣ ، والملا علي القاري في المرقاة ١٠ : ٥٠٩ ، والخوارزمي في مقتل الحسين : ٩١ ح٥.