يقرن ذلك بتسمية من يعينهم بأهل بيته ، فهم في مرة عترته ، وفي أخرى يسمّيهم بأسمائهم.
وتلمسه في مرة رابعة يجتهد في إشراكهم بمعزل عن أزواجه في مواضع حاسمة تحدّث عنها القرآن الكريم ، فتجدهم مرة في آية المباهلة ، وأخرى في آية الاطعام ، ولو قرنت إليهم الآيات النازلة في خصوص أمير المؤمنين عليهالسلام وأحاديثه صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا المجال ، فإن الصورة لا تحتاج إلى أدنى شك في معرفة المعني بهذه الآية.
٤ ـ ولا يمكننا في هذه العجالة أن نفوت الحديث عن طبيعة الانسجام ما بين الأمر الإلهي للأزواج باختيار الله ورسوله أو عدم الاختيار ، والتصاق صفة التطهير بهنّ إن كنّ قد دخلن في حدود هذه الآية ، وذلك لوجود ترابط حقيقي بين ما يفترضه أمثال الضحاك ومقاتل وغيره في الآية من وصفها للزوجات بصفة أهل البيت ، وبين المسؤولية الأخلاقية والشرعية التي تفرضها عليهنّ مجموع الآيات بشكل عام ، والآية بشكل خاص ، فلو حدّثنا الصادق بأنهنّ اخترن الله ورسوله فقد زالت بذلك واحدة من العقبات التي تقف دون وصفهنّ بهذه الصفة ، وإن كان الأمر بالعكس فإنه سيحسم النزاع في هذا الشأن بصورة قطعية ، ولا أقل من جهة انسلاخهنّ عن أمر اختيار الله ورسوله.
وفي هذا المجال لنأخذ صورة عائشة التي يختارها القوم بعنوانها أفضل أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ويروون بها من أحاديث التفضيل حتى في ما لا يصلح في لغة البلغاء للتفضيل (١) لتكون نموذجاً تقاس به هذه الأمور في هذه الآية ،
____________________
(١) ورد بطرق كثيرة في كتب القوم أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام. (البخاري ٢٢٠ : ٤ باب فضل عائشة) ومن الواضح ان هذا النمط من التفضيل لا يأتي على لسان البلغاء ، فهم يستخدمون استعارات وأمثلة يصح بها الكلام عن التفضيل ، والكلام عن الثريد وأفضليته على بقية الطعام في =