(ولنعم ما قال) :
فمنك البداء ومنك الغير |
|
ومنك الرياح ومنك المطر |
وأنت أمرت بقتل الإمام |
|
وقلت لنا إنه قد كفر |
[فهبنا أطعناك في قتله |
|
وقاتله عندنا من أمر |
ولم يسقط السيف من فوقنا |
|
ولم تنكسف شمسنا والقمر |
وقد بايع الناس ذا تدرإٍ |
|
يزيل الشبا ويقيم الصعر |
ويلبس للحرب أثوابها وما من |
|
وفى مثل من قد غدر] (١) |
ولو تأملنا هذه القضية من وجهة نظر آية التطهير في فهم هؤلاء لوجدنا أنها كانت تقاتل مع من أجمع على كونه ممن نزلت فيه آية التطهير ، ولعمري أن تطهير هذا والمطهّرون يقتتلون في ما بينهم؟ وأي رجس قد ذهب وهم يثيرون حرباً ضروساً تهلك الحرث والنسل؟!
وعلى أي حال يمكن لنا أن نتسائل جدلاً مع هؤلاء عن طبيعة ما اختارته عائشة في هذا المجال فهل اختارت الله ورسوله فبقيت ضمن آية التطهير؟ فإن قالوا : اختارت الله ورسوله ، قلنا : كيف؟ وقد خالفت أبسط الأوامر التي صدرت لها من الله في الآية في قوله : (وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ) ، ناهيك عن قائمة طويلة من الشغب الذي يثار حسداً وغيرة بنص الكثير من روايات القوم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مهما فسّر ذلك بغيرة النساء وما إلى ذلك من تفسيرات اعتدناها من القوم ، وليس أدلّ على ذلك من آيات سورة التحريم : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ
____________________
= ومن الذي منحها صلاحية ذلك؟ حتى إنها تفتي مرة بالقتل ، وترجع أخرى بملء حريتها عنه لتتهم آخر ، ومن ثم لتفتي بقتله وجمع من المسلمين ممن معه ، ثم تقول : وددت أنني لم أفعل!!
(١) تاريخ الطبري ١٢ : ٣ ، والفتنة ووقعة الجمل : ١١٥ لسيف بن عمر الضبي (ت ٢٠٠ هـ) ؛ دار النفائس ـ بيروت ١٣٩١ هـ ط ١ ، وما بين المعقوقتين منه.