فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثم قال : أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، فقال له حصين : (١) ومن أهل بيته يا زيد؟ أبيس نساؤه من أهل بيته؟ قال : نساؤه من أهل بيته؟ ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم. (٢)
وروى مسلم أيضاً عن زيد نفسه بعد سرد بعض قوله أعلاه في شأن الثقلين : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا وأيم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده. (٣)
ومع الأخذ بنظر الاعتبار ما ورد سابقاً في شأن المواصفات الذاتية التي تطرحها الآية الشريفة ، بحيث تكون قابلاً للفعل الإلهي ، فإن هذا القول يلاحظ عليه عدة أمور أذكر منها :
١ ـ إنّ الحديث على فرض صحته وسلامة طريقة قد تمّ في وقت كان يتميّز بأمرين :
الأول : ان زيد بن أرقم صرّح في نفس الحديث وقال : كبر سنّي ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله. (٤) مما يسمح بالقول بأن كلامه يحتمل الزيادة والنقصان ، ولذا فيقينيته مورد شك!.
الثاني : إنه تحدّث بهذا الحديث في زمن عبيدالله بن زياد (لع) أو في زمن أبيه (لع) ، وهذا الزمن لمن يعرف كان زمناً شديداً على أصحاب أمير
____________________
(١) الحصين هذا هو الحصين بن سبرة.
(٢) كتاب مسلم المسمى بالصحيح ١٧٩ : ١٥ ـ ١٨٠.
(٣) نفس المصدر ١٨١ : ١٥.
(٤) نفس المصدر السابق ١٧٩ : ١٥.