المؤمنين (صلوات الله عليه) وشيعته ، وقد تعرّض زيد بن أرقم نفسه في عدة مرات لتعنيفات ابن زياد (لع) بسبب ما يرويه ، ولهذا فمن المحتمل أن زيداً أراد أن يروي خبر الغدير ، ثم أضاف إليه تكملته اللاحقة ليتخلص من عبء المساءلة الأموية.
وقد تكون الزيادة من زيد نفسه لأسباب قد تتعلق بطبيعة أمانته ، فمن المعلوم أن الرجل تخلى عن الشهادة لأمير المؤمنين عليهالسلام يوم استدعاه إلى الشهادة.
الثالث : قد تكون الاضافة من قبل بعض الرواة وذلك لطبيعة المساءلة التي يكتنف عليها الخبر ، فالحديث عن النساء جاء مفاجئاً ، لا ربط له بما يسبقه ، ومعلوم أن بني أمية أرادوا أن تحلق النساء بالآية حتى يتخلّصوا من تبعاتها وما يترتب عليها ، وزمان الخبر هو نفس زمان الخبر السابق عن عكرمة البربري المتقدم.
٢ ـ إن الخبر باضافته الحالية يتعارض مع التخصيص الذي ألفته الأحاديث المتواترة دون وقوع هذه الزيادة فيه ، وبالنتيجة يرد عليه الكثير مما لاحظنا سابقاً.
٣ ـ لو سلمنا بأن الأمر كما تقول الرواية ، فلا يخلو من وجوب التخصيص لكثرتهم من جهة ، ولتنوع مقامهم في الشأن الديني من جهة أخرى ، ففي الأرقاب والصلب من ليس على دينه ، خاصة وأن الآية نزلت والعباس وأولاد أبو لهب عتبة وعتيبة وغيرهم لم يسلموا بعد ، ووجوب التخصيص يحتاج إلى ضابطة ، والصدقة ضابطة لا تصلح للتخصيص لكونها تجمع بني هاشم بأجمعهم ، وليس خاصة بمن ذكر ، كما وأن الإسلام ـ لو قالوا بحصر الأمر بالمسلمين منهم ـ ليس ضابطة حصرية تؤخذ في هذا المجال ، لوضوح أن المطلوب ليس هو الإسلام بل هو الإيمان كما هو مشار إليه في الآية الكريمة : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا