البتول عيه ، وقد استشهدت بأبي وأمي وهي واجدة عليه كما هو متواتر في كتب القوم ، (١) وأوصت أن لا يحضر تشييعها ودفنها ، ولذلك أمرت أن يكتم
____________________
(١) رغم سعي القوم لكتم هذه الفضيحة ، إلا انك تجد أصداءها في كتبهم بصورة وأخرى ، فهذا البخاري ومسلم وابن حبان يروون في صحاحهم عن عروة بن الزبير ، عن عائشة قولها : فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر من ذلك فهجرته ، ولم تكلمه حتى توفيت .. فلما توفيت دفنها علي رضوان الله عليه ، ولم يؤذن بها أبا بكر. البخاري ٨٢ : ٥ (باب غزوة خيبر) ، ومسلم بشرح النووي ٧٧ : ١٢ ، وابن حبان في الصحيح ١٥٣ : ١١ رقم ٤٨٢٣ ، و ٥٧٣ : ١٤ رقم ٦٦٠٧.
وروى البيهقي في سننه نفس الرواية ولكن فيها : فغضبت فاطمة وهجرته. الخبر. السنن الكبرى ٣٠٠ : ٦ رقم ١٢٥١٢.
وقال الطبري : فهجرته فاطمة فلم تكلم في ذلك حتى ماتت ، فدفنها علي ليلاً ، ولم يؤذن بها. تاريخ الطبري ٢٣٦ : ٢.
أما الزيلعي فهو يروي نفس الخبر بهذه الصورة : فوجدت عليه في ذلك وهجرته لم تكلمه حتى توفيت. نصب الراية ٣٠٦ : ٢.
وانظر في مسألة عدم اذنها لأبي بكر حضور جنازتها ودفنها علاوة على ما مر : البخاري في صحيحه ، ومسلماً في صحيحه ، وابن حبان في الثقات ١٧٠ : ٢ ، و ٣٣٤ : ٣ ، وأبا عوانة في مسنده ٢٥١ : ٤ رقم ٦٦٧٩ ، والبيهقي في السنن ٢٩ : ٤ رقم ٦٦٨٨ ، وعبد الرزاق في مصنفه ٤٧٢ : ٥ رقم ٩٧٤٤.
ولهذا فإن محاولات القوم لتكذيب ابن قتيبة الدينوري في ما رواه في كتابه الإمامة والسياسة ، أو تكذيب نسبة الكتاب إليه لا وجه له مطلقاً ، فلقد نقل الرواة محور مقاطع الزهراء عليهاالسلام لأبي بكر ، أما ابن قتيبة فقد روى الخبر بتفاصيله ومحوره ، وما روي في متن ابن قتيبة موجود بصورة وأخرى في غيره من المتون وإن كان بصورة مقطعة ومتناثرة ، قال : فقال عمر لأبي بكر : انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنا قد أغضبناها ، فانطلقا ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا علياً فكلماه ، فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها ، حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها ، فلم ترد عليهماالسلام ، فتكلم أبو بكر وذكر حديث : لا نورث ما تركنا فهو صدقة ، فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تعرفانه وتفعلان به؟ قالا : =