ولا أخال أحداً ينسى أن من الصحابة من كان يبيع الخمر كسمرة بن جندب ، ومنهم من كان زانياً كالمغيرة بن شعبة ، ومنهم من سماه القرآن بالفاسق كالوليد بن عقبة ، ومنهم شارب الخمر كالوليد المتقدم وغيره الكثير ، ومنهم الآمر بالقتل كعمر في يوم السقيفة ، ومنهم من تبرأ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من فعله كخالد بن الوليد ، ومنهم من كان طريد رسول الله من المدينة كمروان بن الحكم ، ومنهم شاهد الزور كأبي بردة الأشعري ، ومنهم من كان ذاكي الفتن كعمرو بن العاص ، ومنهم الناكث لبيعته لإمام زمانه والخارج عليه كطلحة والزبير وعائشة ومعاوية وجمع غفير من بين أمية ، أو لا أقل أن منهم من أمر بقتل خليفة زمانه عثمان ، ومنهم من اشترك بذلك ، ومنهم من خان الله والرسول كحاطب بن أبي بلتعة ، ومنهم من فر من الزحف ، زحف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم الغالبية العظمى منهم ، ومنهم من كان جباناً كحسان بن ثابت ، وكأبي بكر وعمر في غزاة خيبر ، وغالبية المسلمين في غزاة الأحزاب ، ومنهم مسلمة الفتح من الطلقاء ، ومنهم بناة مسجد ضرار ، ومنهم من خوّنوا رسول ربهم صلىاللهعليهوآلهوسلم وقالوا : بأنه غلّ قطيفة يوم حنين ، ومنهم من آذى الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بندائه من وراء الحجرات ، ومنهم من لعنه الله لتخلفه عن جيش اسامة ، ومنهم غير ذلك ممن ارتكب الأعمال الشنيعة والجرائم الفظيعة ، فهل هذا الخبر هو دعوة للتأسي بهؤلاء. أم هو تبرير جرائمهم؟ بالله عليكم هل أنتم تفقهون ما تتكلمون به؟!
٦ ـ وهل خفي على هؤلاء الكثير من الآيات التي أقذفت في وصف بعض الصحابة؟ اتناسوا ما تحدّثت به سورتي التوبة والمنافقون؟ بل لم سميت سورة التوبة بالفاضحة ، وهي التي خصصت غالبية حديثها لمجاميع الصحابة؟ فها أنت تقرأ فيها قوله تعالى ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ).
وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ