عليه كما في قصة تأمير اسامة ، واعتدوا بالضرب متسببين بموت بعضهم كما في قصة عثمان مع عبد الله بن مسعود في قصة غصب مصحفه والذي فتق بعد الضرب ومات منه ، وتبرأوا من بعضهم كما في براءة ابن مسعود من عثمان بن عفان إثر ضربه ، وطلبه من عمار أن يدفنه سراً ولا يشرك عثمان في دفنه ، وهو الأمر الذي أودى بعثمان إلى ضرب عمار ضرباً مبرحاً ، وقتلوا بعضهم كما في قصة قتل عقبة بن عامر الجهني لعمار بن ياسر ، وشردوا ببعضهم في البلاد كما في قصة أبي ذر الغفاري مع معاوية وعثمان ، ثم تعريبه بعد الهجرة من قبل عثمان وترحيله إلى الربذة وحيداً ، وأججوا الفتنة وحرشوا على المجتمع الإسلامي متسبيين بقتل عشرات الألوف من المسلمين كما في قصص عائشة وطلحة والزبير في التحريش على عثمان ، وكما في قصة معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأولئك معهم في تأجيج الفتنة على الإمام علي عليهالسلام في صفين والجمل ، وغير ذلك الكثير مما لا يتمكن هذا الكتاب الاحاطة بسرده.
فأين الحق في ذلك كله؟ وأين الهدى الذي يجب أن نتبعه؟ فالكل كانوا صحابة يلازمون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بدعوى القوم غداة وعشياً!
وأسوأ ما في الأمر أن يقال إن هذه الأعمال وهذه التصرفات تحكي طبيعة الهدى الرباني ، وتصوّرها بانها تركة الرسول الهادي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أمته من بعده! وهذه الأعمال وسواها تحكي في واقع الحال التضاد مع الهدي الرباني ، والتناقض مع التعاليم الرسولية!.
* * *
وهكذا نلحظ أن ما حاول القوم أن يضعوه حجر عثرة أمام وعي المفاهيم المتعلقة بحديث الثقلين ، لم يعدم القدرة على مجاراة الحديث فحسب ، وإنما كان بمثابة فضيحة تضاف إلى سجل التلاعب بسنة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً ، وهذه الفضيحة لم تقف عند أعتاب التطاول لتحريف