المفاهيم والقفز عليها فحسب ، وإنما امتدت لتحريف نفس الحديث الرسولي ، مرة بالزيادة عليه ، وأخرى بحذف بعض فقراته وحقائقه ، وإبدالها بأخرى تناسب النزعات الطائفية التي تكتنف جوانحهم وتشتمل عليها بواطنهم!! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
* * *
وهكذا نخلص إلى أن عصمة أهل البيت عليهمالسلام ليست مفردة شيعية لا علاقة بها بالنص القرآني والرسولي فحسب ، بل هي من أوضح الحقائق التاريخية فضلاً عن التعاليم القرآنية والنبوية! وما يبقى علينا التأكيد عليه هو إن هذه العصمة تمتد لتشمل الأئمة الاثني عشر بمعية الصديقة الطاهرة علاوة على الرسول الكريم (صلوات الله عليهم أجمعين) ، وهذا هو مفاد حديث الثقلين ، إذ انه حينما جمع بين القرآن وأهل البيت في الهدى ، أكد أيضاً استمرارية هذا الهدى حتى الورود عليه على حوض ، أو بكلمة أخرى : استمرارية هذا الهدى حتى يوم القيامة ، وهذا كما قلنا من قبل : لن يحقق مصداقيته سوى فكر الإمامية الناص على استمرار الإمامة من بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في أئمة اثني عشر يمتدون مع الزمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، أولهم الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وآخرهم المهدي من آل محمد (روحي وأرواح العالمين لمقدمه الفداء) ، وهو أمر لا يختص القول به الشيعة فحسب ، وإنما تشاركهم فيه صحاح أهل السنة وكبار أئمتها ، فالقوم قد رووا في جوامعهم ومسانيدهم قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : الأئمة من قريش. (١)
____________________
(١) رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك ٧٦ : ٤ ، والضياء في الأحاديث المختارة ٤٠٣ : ٤ ، ١٤٣ : ٦ ، والبيهقي في السنن ١٢١ : ٣ ، ١٤١ : ٨ و ١٤٣ و ١٤٤ ، وفي شعب الإيمان : ٢٦٣ ، والنسائي في السنن ٤٦٧ : ٣ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٤٠٢ : ٦ ـ ٤٠٣ ، ٤٥٢ : ٧ ، والخلال في السنة ٩٤ : ١ و ١١٧ و ١٢٦ ، والطبراني في المعجم الصغير ٢٦٠ : ١ ، وفي الأوسط ٢٦ : ٢ ، ١٢٩ : ٣ و ١٨٣ ، ٤٢١ : ٤ ، =