وحيث يلاحظ على الحديث عموميته في قريش وخصوصيته فيهم دون غيرهم من الناس ، فإنه لا يمكن أن يصيب معدن الهدى بشكل كامل لطبيعة التعميمات ، ولهذا لا بد من أن يخصص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عمومية قريش هذه ، ليحصرها في اثني عشر إماماً ، ومع قرنه ببقية الروايات التي تتحدث عن خصوصية أهل البيت ، يكون من الواضح جداً أن هذا التخصيص متعلق بهم دون غيرهم لا سيما وأننا نلمس إجماع جميع الفرق الإسلامية على تسمية آخر هؤلاء بالمهدي ، وكونه من أهل البيت من ولد الإمام الحسين عليهالسلام خاصة ، قد روى القوم رغم سياسة التعتيم الصارمة التي اتبعوها ضد أهل البيت عليهمالسلام هذا التخصيص مرة بعنوان الأمراء فلقد روى البخاري عن جابر ابن سمرة قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : يكون اثنا عشر أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش. (١)
____________________
= ٢٨٢ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٠٥ : ٢٠ ، ٢٨٦ : ٣٠ ، ٣٢٢ : ٥٤ و ٣٤٨ ، ١١ : ٦١ ـ ١٤ ، وابن ضويان في منار السبيل ١٢٢ : ١ ، والشربيني في مغني المحتاج ١٣٠ : ٤ ، وفي الاقناع ٥٥٠ : ٢ ، والبهوتي في كشف القناع عن متن الاقناع ١٥٩ : ٦ ، وابن زكريا الأنصاري في فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب ٢ : ٩٨ ، والشوكاني في السيل الجرار ٥٠٣ : ٤ و ٥٠٦ ، والفيروز آبادي في التبصرة : ٣٦٤ ، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار ١١٤ : ١ ، ١٠٢ : ٤.
(١) البخاري ١٢٧ : ٦ (ذيل باب الاستخلاف) وفي التاريخ الكبير ١٨٥ : ٣ ، وانظر الخبر بلفظه أو بما يشبهه في سنن الترمذي ٢٤٠ : ٣ ح ٢٣٢٣ ، وأبي عوانة في مسنده ٣٧٠ : ٤ ـ ٣٧٢ ، وأحمد في مسنده ٨٧ : ٥ و ٩٠ و ٩٢ و ٩٤ ـ ٩٥ و ٩٧ و ٩٩ و ١٠١ و ١٠٧ ـ ١٠٨ ، والطبراني في المعجم الكبير ١٩٧ : ٢ و ٢٠٦ و ٢١٤ و ٢١٥ و ٢١٨ و ٢٢٣ و ٢٢٦ و ٢٤٠ و ٢٤٨ و ٢٥٣ ـ ٢٥٥ ، وفي المعجم الأوسط ٦٣ : ١ ، وابن أبي الجعد البغدادي في مسنده : ٣٩٠ ، والخلال في السنة ٤٣١ : ٢ ، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري ٢١١ : ١٣ ، وفي تعجيل المنفعة : ٣٥٨ ، والبيهقي في أعلام النبوة ٥٦٩ : ٦ ، والمزي في تهذيب الكمال ٢٧٢ : ٣٣ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٤٤٣ : ١٤ ، وابن كثير المدمشقي في البداية والنهاية ١٥٣ : ١ ، =