عن والده (رض) بالقول : كنت أتحدّث معه بما يسمى في المجتمع النجفي بالكفريات ، كدلالة على الأشياء التي لا يمكن للإنسان أن يناقشها مع الناس ، لأنهم قد يتهمونه بالكفر والمروق. (١)
وقد قضى حياته في النجف متميزاً عن أقرانه والمقاربين له في السن كالمرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر ، والعلامة الفقيد الشيخ محمد مهدي شمس الدين ، والسيد علي مكي العاملي ، والشيخ عبد الامير قبلان ، ومجموعة من أولاد خالته من أسره الإمام الراحل السيد محسن الحكيم (قدس سره الشريف) وغيرهم بكونه كان عازفاً عن الجدية التي كانت تميزهم في تلقي العلم ، (٢) فما بين الحياة التي قضاها بين المجامع الأدبية التي كان
____________________
(١) فضل الله وتحدي الممنوع : ٣٦ لعلي حسن سرور.
(٢) نشير إلى مغالطة بيّنة كثيراً ما رددها فضل الله عن موضوع دراسته في النجف ، وهي دعواه بأنه درس فيها ما يقارب ٢٥ سنة. انظر مجلة الموسم العدد : ٢١ ـ ٢٢ (عدد خاص به) ص ٦٧٦ س ٢٧٢٢.
أقول : يعني ذلك انه درس وعمره خمسة سنوات! والواقع غير ذلك بالمرة ، فلقد ابتدأ دراسته البدائية وهو في أواخر عام ١٩٤٦ بعد أن أمضى في المدرسة الرسمية سنوات الدراسة الابتدائية إلى الصف الثالث ، وأبعده والده (قدّس سره) إلى لبنان عام ١٩٥٢ مع خاله الوزير علي بزي ، وذلك تلافياً لما كان يعيشه من اجواء لم يرتضها الأب ، وكان ذلك بنصيحة من أخيه المقدّس السيد محمد سعيد فضل الله (رض) ، وقد أمضى هناك قرابة العام ، قبل أن يعود إلى النجف ، واحتاج لكي يقطع مرحلة المقدمات والسطوح مدة تنيف على تسع سنوات أي تقريباً في أواخر العام ١٩٥٦ م ، ولم يك في دروس المقدمات والسطوح بذاك الذي يشار إليه ، ثم انهمك بكثير من انشغالات ما سنشير إليه في المتن ، وقد حضر درس خارج السيد محمود الشاهرودي (قدس سره) بشكل جزئي جداً ، وادعاؤه بحضور درس المقدّس الشيخ حسين الحلي (قدس سرّه) كما يشير في مجلة الموسم ليس صحيحاً اطلاقاً ، نعم حضر شطراً من دروس زوج خالته الإمام السيد الحكيم والسيد الخوئي (أعلى الله مقامهما) ولم يتم أي من دوراتهما الفقهية أو الأصولية ، وكان معروفاً بكثرة الغياب.