العصمة بأنه كثير التناقض في عرض هذا الفكر ، فقد ينفي ما يثبته في مكان ، ليثبت ما ينفيه في مكان آخر ، فهو مثلاً يتحدّث عن امكانية خطأ النبي في تبليغ الآية وسهوه ونسيانه في تفسيره ، (١) لينفي عين كلامه هذا في جريدته ، (٢) ويتحدث عن وجود أخطأ للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام عليهالسلام في كتاب (٣) لينفيه في نشرة ، وينفي عصمة الزهراء عليهاالسلام في مكان (٤) ليثبته في كراس. (٥)
وقد لا يعدم الملاحظة أيضاً أن هذا الرجل قد يطرح فكرة عن العصمة في مكان ، ليناقض دلالاتها الالتزامية في موضع ثان ، والعكس صحيح أيضاً ، فتراه مثلاً يطرح امكانية خطأ المعصوم عليهالسلام ثم يسرح في تفسيره لتبيان حشد كبير من أخطاء المعصومين عليهمالسلام ، ولكنه مع ذلك يتحدث عن جبرية عصمتهم ، (٦) ومن الواضح أن وقوع الخطأ دال على عدم الجبرية ، أو أن يتحدّث عن هذه الجبرية ، ثم يتحدث في كتاب آخر عن امكانات النمو الروحي والعقلي لدى المعصوم ، ومن البيّن أن الحديث عن امكانات النمو هذه إنما هو حديث عن الاختيار في شخصية المعصوم.
والخبير يعرف أن منطلقاته التي يؤسس عليها مثل هذا التناقض إنما تقوم على أمر بديهي بين أمرين لا ثالث لهما :
فهو إما أن يكون من غير المؤمنين بمفهوم العصمة جملة وتفصيلاً ،
____________________
(١) من وحي القرآن ١٥٣ : ٤ ـ ١٥٤ ؛ دار الملاك ـ بيروت ١٩٩٨ ط ٢.
(٢) فكر وثقافة العدد : ١٦٧.
(٣) انظر في رحاب أهل البيت : ٤٠٥ ، وفقه الحياة : ٢٦٨.
(٤) تأملات إسلامية حول المرأة : ٨ ـ ٩ ؛ دار الملاك ـ بيروت ١٩٩٥ ط ٥.
(٥) انظر كراس الزهراء المعصومة ؛ دار الملاك ـ بيروت.
(٦) انظر في رحاب أهل البيت : ٤٠٦ ، وفقه الحياة : ٢٧٠ ومع الشيخ المفيد في تصحيح الاعتقاد ؛ العدد التاسع من مجلة الفكر الجديد الصادرة في لندن.