ولم يفوت الرجل الفرصة فاعتبر أن : رواية أهل البيت في شأن نزول الآية في خصوص بعض الناس من بني أمية غير واضحة عندنا. (١)
والكلام في الآيات أشمل من أن يستوعبه هذا البحث ، ولكن سنحاول أن تقدّم نقداً اجمالياً للأفكار التي طرحها هذا الرجل ، وبداية لن يكون من السديد متابعة أقوال المفسّرين والاحتجاج بقول فلان وفلان منهم في تفسير هذه الآيات ، فمع عميق اجلالنا لهم إلا ان من البيّن انهم ليسوا بحجة بقدر القرآن وروايات أهل البيت عليهمالسلام ، ونضع هذا الأمر كمقدمة حتى لا يقال للاعتذار للرجل بأن فلاناً أو فلاناً من المفسرين قد قالوا مثل قوله ، فمن المعلوم ان الرجل لم يقل بهذا القول دون غيره مما وافق أقوال بعض المفسرين ، بل تعدّاه لما لم يقل به أحد من الأفكار التي يكفي بعضها للحكم على قائلها بمفارقة المذهب كما مر بعضه في شأن امكانية خطأ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في التبليغ وما إلى ذلك ، وبالتالي فإن النقد الموجه إلى فضل الله لو صحّ هنا فهو نقد لا خصوصية فيه ، بل هو نقد لكل من يحمل هذه الفكرة سواء كان من المتقدمين أو من المتأخرين ، على اننا لا نغفل الاشارة إلى أن الكثير من هؤلاء المفسرين كالشيخ الطبرسي رحمهالله في مجمع البيان كان قد أورد رأي أهل السنة لأسباب لا تخفى على المتابع الحصيف لطبيعة ثقافة عصورهم ، دون أن يغفل رأي الإمامية.
وأياً كان الأمر ، فإننا لا نجد في الدليل القرآني والروائي ما يساعد هذا التوجه ، وأول ما سنلاحظه في عموم الآيات عدم وجود أي دليل على اختصاص خطاب الآية بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهي عامة لا دليل في سياقها الظاهر على أن المخاطب فيها هو الرسول أم غيره ، فتخصيص هذا الرجل وغيره نزول الآية بحق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حكم التخصيص بغير مخصص وهو معيب ، وكونها عامة في الخطاب فتخصيصها سيؤول حكماً إلى القرائن الحافة بها ،
____________________
(١) المعارج ، العدد المذكور : ٥٥٦.