عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) (١) على تقديم فكرة بالغة السوء عن نبي الله يوسف عليهالسلام ، بل عن جميع الأنبياء عليهمالسلام ، فقال : عزم على أن ينال من امرأة العزيز ما أرادت أن تنال منه. (٢)
وقال : انجذب لها غرائزياً. (٣)
وقال : فما صدر من يوسف في الأجواء المعقدة خلال اندفاعها إليه وربما ملامستها له عند إمساكها به هو الانجذاب الغريزي. (٤)
وقال : فقد أحس بالانجذاب نحوها لا شعورياً ، وهم بها استجابة لذلك الإحساس كما همّت به ، ولكنه توقف وتراجع .. لكن انجذابه الجسدي كان يشبه التقلص الطبيعي والاندفاع الغريزي.
وقال : بأنها : حرّكت فيه قابلية الاندفاع وكاد أن يندفع إليها.
ثم راح يحلل البواطن الداخلية في نفسية النبي يوسف عليهالسلام فقال : وبدأت التجربة الصعبة في حياته ، فها هو يواجه الإغراء بأشد صوره ، مما لا يملك الامتناع عنه ، إذا أراد لحياته أن تستمر في النعيم الذي يتقلب فيه ، والامتيازات التي يملكها ، وإلا فقد ذلك كله ، مع خطر على الحرية التي يعيش فيها ، وخوف على حياته من الهلاك .. إنه في سن المراهقة حيث تتفتح الغرائز في فضاء الشهوة ، وتضيع المشاعر في أجواء العاطفة ، ويلتهب فيها الجسد في نيران الأحاسيس ، ويتحرك فيها الإنسان في غيبوبة الأحلام الضبابية المبهمة التي تثير الجو من حوله ، ليحس لأنه يسبح في بحور من الحب والخيال ، مواجهاً المزيد من أمواج الحس التي تطغى على فكره
____________________
(١) يوسف : ٢٤.
(٢) شريط مسجل بصوته.
(٣) دنيا الشباب : ٣٦.
(٤) حركة النبوة في مواجهة الانحراف : ٢٩١.