وحكمته.
وهكذا انتهى من قصته وختمها بالقول : اندفع يوسف إلى الباب ليهرب منها ويتخلص من ضعفها العنيف الذي كاد أن يسقطه في الإغراء .. (١)
وغاص في بواطن يوسف من جديد ليقول : إنه يخشى على نفسه أن يميل إليهن ، ويسقط في التجربة أخيراً ، لأن القدرة على المقاومة قد تضعف وتتلاشى أمام ضغوط الإغراء ونداء الغريزة. (٢)
أما تفسير أهل البيت عليهمالسلام للهمّ بها بمعنى أراد ضربها وصدها فقد وجد انه يتنافي مع طريقة التعبير في الآية. (٣)
والحديث عن القصة النبي يوسف عليهالسلام ومسألة الهمّ التي أشارت إليها الآية القرآنية واستقصاء الرد على كل الأفكار التي طرحها هذا الرجل في هذا المجال والتي حاكى فيها أقوال العامة لا يمكن أن يستوعبه حيز هذا الكتاب ، وإنما سنكتفي هنا بالتركيز على بعض الأمور التي روج لها هذا التيار.
وسننظر إلى هذا الأمر بعدة لحاظات إذ نرى في اللحاظ الأول : إن تحليله لموقف النبي يوسف عليهالسلام قد استصحب فهمه البشري في محاولة تقييم موقف نبي معصوم ربته السماء وتعهده الوحي منذ صغره ، وهذا الفهم الذي ابتلى فيه تقييمه لشخصية الأنبياء والأئمة عليهمالسلام ، لا يتملك عليه أي دليل علمي يستند إليه وذلك من جهتين :
الأولى : في طريقة التحليل الرامية لفهم شخصية النبي المتداخلة مع الوحي والمحاطة بجو العصمة كما يفهم بعضنا بعضاً بطريقة القياس ، وهي طريقة سرعان ما ستجعلنا في معزل عن فهم ذواتهم الشريفة ، لأننا لانتملك
____________________
(١) من وحي القرآن ١٢ : ١٨٦ ـ ١٨٩.
(٢) من الوحي القرآن ١٢ : ١٩٨.
(٣) الندوة ١ : ٣٠٤.