هذا على مستوى تحليل المنهج الذي أودى به إلى أن يفكر بهذا الموضوع على هذه الشاكلة ، وهو منهج أقل ما فيه انه خلاف مدرسة ونهج أهل البيت عليهمالسلام وقد تضافرت النصوص الشريفة الداعية لنبذه ، بل إن المروي عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنه صرح بجلد من يقول ذلك لفريته على نبي من أنبياء الله تعالى.
أما على مستوى تحليل الحدث ضمن المعطيات التي تضعها النصوص بين أيدينا ، فلا أعتقد أن هذا الرجل سيحظى بفرصة ضئيلة يمكن لها أن تشفع له في تحصيل بعض العلم فضلاً عن يقينه ، وقبل أن نحلل هذا الأمر لا بد من أن نشير إلى أن طريقته في فهم همّ يوسف عليهالسلام مخالفة جملة وتفصيلاً لما تسالمت عليه مدرسة أهل البيت عليهمالسلام والنصوص الواردة عنهم تتحدث في الجانب المعاكس تماماً لما قدمه تحليله ، وطريقة تحليله مقتبسة مما طرحه أبو نصر القشيري في تحليل الحدث على ما نقله عنه القرطبي في تفسيره للآية عنه ، (١) هذا إذا لم نقل بأنه استفاد من عالم النفس اليهودي سيجموند فرويد Sigmund Freud وطريقته في التحليل النفسي في ترتيب نظريته هذه ، وباعتبار أننا في معرض تحليل ما جرى سعياً وراء الحقيقة فلن نبالي ضمن البحث المجرد من أي معين استقى فكرته هذه ، فالفهم في حال دراسة الأفكار ليس من قالها ، بل النظر في محتواها وقدرتها على حشد الأدلة الكافية للقبول بها.
أما الحدث على صعيد الفهم القرآني فهذا النمط من التفسير ما هو إلا نكبة في التفسير أكثر من أي شيء آخر ، وإن المرء ليعجب في كيفية انسياق من له أدنى تصديق بنبوة الأنبياء عليهمالسلام إلى الاعتقاد بإمكانية أن يتهور خاطر النبي (حاشا لله) فيهفو قلبه إلى الزنا بمحصن ائتمنه زوجها عليها وعلى ما
____________________
(١) الجامع الأحكام القرآن للقرطبي ٩ : ١٦٧.