الشجون ، ويحتاج إلى حيز كبير لملاحقة ما اختطته يراعات كتّاب هذا التيّار ، وهو ما لا يمكننا في هذا الكتاب لتخصصه بعنوان محدد ، ولطبيعة الحيز المحدود المتاح له ، فسنأخذ ما كتبه الدكتور حسن حنفي والدكتور علي سامي النشّار لنقدمه كنموذج لطبيعة هذه الكتابات التي كنا نتوخى فيها الدقة العلمية بعد التحرر المفترض لكتّابها عن الروح الطائفية والمذهبية ، وإذا بها تعتنق هذه الروح ـ ولربما بغير قصد من الكاتبين ـ وتستخدم نفس أغراضها وأساليبها وإن بصورة تسمى بالأكاديمية.
وبمعزل عن طبيعة دوافعهما ، وطبيعة الفارق الذي يميّز ما بين الكاتبين ، فالأول صاحب مشروع سياسي تغريبي وإن كان تحت شعار ما يسمى باليسار الإسلامي والثاني يفتقر إلى هذا المشروع بل هو بالروح التحقيقية والبحثية ألصق ، وتبدو مصداقيته الأكاديمية أفضل من سابقه ، فإنهما قد تعرضا لفكر العصمة من خلال المنهج الذي صاغ فكرهما ، ولهذا وبسبب طبيعة الكتاب فسنقصر مناقشتنا في حدود ما تعرضا لهذا الفكر دون غيره مما تعرضا له.