ثانياً : التيار الأكاديمي
ينعت هذا التيار نفسه بنعت التيار الباحث عن الحقيقة المجردة بمعزل عن التأثيرات الطائفية والمسبّقات المذهبية ، ورغم أن هذا التيار متشعب الأطراف ومتباين التوجهات قد يبتديء بالتيار التغريبي وهو التيار الذي يستخدم المناهج المعرفية الغربية في تحليل المفاههيم الإسلامية ، بالصورة التي تحاول بعمد ومن دونه سوق المجتمع نحو هذه المناهج وتحكيمها فيهم ، انتهاء بالتيار الذي يحاول أن يصل إلى الحقيقة الأكاديمية المجردة ، غير إن الملاحظ في أغلب كتابات هذا التيار أنه ما أن يدخل إلى الساحة الفكرية الإسلامية بشكل عام والتشيّع بشكل خاص حتى ينتكص على أعقابه اللهمّ إلا ما ندر ، ومن ثم لتأتي هذه الكتابات وهي تعرب عن طائفية مقيتة تطيع الكثير من هذه الكتب ، فهي إن تحدّثت عن الفكر الإسلامي اتخذت كتابات المستشرقين وشهادات الغربيين لتحاكم هذا الفكر ، وإن تحدّثت عن الفكر الشيعي تحديداً تراها تتخذ من شهادات أعدائه والمناهضين له وأفكارهم عنه معيناً معلوماتياً لا يتخلف في صدقة! ومن ثم لتحاكم هذا الفكر من خلال هذا المعين! وإذا ما عنّ لأحدهم الاعتماد على المنابع الأصلية لهذا الفكر فستجده يسوق فهم الآخرين لنصوص هذه المنابع ويترك فهم أصحابها!! وأسبابهم في ذلك تعدد ، وتتداخل السياسة والطائفية ورغبات الأساتذة وطموحات التلاميذ في صياغة الكثير من معالم هذه الكتابات.
والحديث عن الكتابات الأكاديمية عن الفكر الشيعي يثير الكثير من