الأئمة فعصمتهم (صلوات الله عليهم) مؤسسة على عصمته صلىاللهعليهوآلهوسلم كما أوضحنا ذلك من خلال أبحاث الكتاب.
فهشام بن الحكم هو الذي يروي عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : بلغنا أنّ رسول الله علّم علياً عليهالسلام ألف باب كل باب فتح ألف باب ، فقال لي : بل علّمه باباً واحداً فتح ذلك الباب ألف باب ، فتح كل باب ألف باب. (١)
فلو كانت عقيدته بإمامه أنه أخذ علمه من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يخلو من أمرين ، فالرسول إما أن يخطىء وبالتالي فإن هذا العلم ليس مأموناً من الخطأ مما يرتد على عصمة الإمام ، وإما أن لا يخطىء فلا يصح قول الأشعري!! وكيف يمكن لهشام الذي يعتقد ـ حسب زعم الأشعري ـ أن الرسول يجوز عليه الخطأ أن يروي رواية كهذه وفيها من الالزام على نفسه ما قد رأيت؟!
وهشام هو من يروي عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله للزنديق عن الأنبياء : إنا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه ويلامسوه ويباشرهم ويباشروه ويحاجّهم ويحاجّوه ثبت أن له سفراء في خلقه يعبرون عنه إلى خلقه وعباده ، ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم ، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبّرون عنه عزّ وجلّ ، وهم الأنبياء وصفوته من خلقه حكماء ، مؤدبون بالحكمة ، مبعوثون بها ، غير مشاركين للناس في شيء من أحوالهم ، مؤيدون من عند الحكيم العليم بالحكمة ، ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان ما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكيلا تخلو الأرض من حجة يكون معه علم على صد مقالته وجواز عدالته. (٢)
____________________
(١) بصائر الدرجات : ٣٢٤ ج ٦ ب ١٦ ح ٧.
(٢) علل الشرائع : ١٢٠ ج ١ ب ٩٩ ح ٣.