بإجازته المعصية على الأنبياء.
وكلامه هذا رغم أن بعضه قد فنّدناه في المبحث السابق ، إلا انه يبرز هو الآخر مثل سالفه ضحالة العمق العلمي لدى البغدادي ، وضحالة أداء المسؤولية العلمية لديه حين يتحدّث عن فكرة أحد ما ، فكلامه ككلام الأشعري لا مصدر له ولا مستند يستند إليه ، فلا لزرارة ولا لهشام ومؤمن الطاق وهشام الجواليقي ويونس بن عبد الرحمن فرق مستقلة عن مذهب الإمامية ، بل هم ممن تفتخر بوجودهم الإمامية ، ويعدّ هؤلاء من أعمدة الرواة والمحدّثين ، ولكل منهم تلامذة كثر وكتب كثيرة تشهد بطبيعة عقيدتهم ، وجميعهم اتبع أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، وما حكاه عنهم من عقائد التشبيه والتجسيم هم منها براء تشهد بذلك ما رووه في كتبهم وما تناقلته كتبنا عنهم ، وإطلالة بسيطة على كتاب التوحيد من كتاب أصول الكافي للشيخ الكليني المعاصر للأشعري ، وكتاب التوحيد للشيخ الصدوق المعاصر لأستاذه البغدادي كاسفة ببساطة عن كذب ما نقله البغدادي عنهم.
نعم ، وردت أحاديث تنسب التجسيم لهشام بن الحكم (٢) وهي كاشفة عن معتقده القديم قبل أن يصبح إمامياً ، أما وقد سمع علم الإمام الصادق والإمام الكاظم (صلوات الله عليهما) وتعرف على مترتبات هذا العلم فقد راح يجاهر وينافح بمعتقداته المضادة للتجسيم والتشبيه ، وأحاديثه في هذا المجال تفوق العد والحصر ، ويجدها القارىء منتشرة في أرجاء واسعة من الكتب المختصة.
أما الحديث عن العصمة ، فهو كما رأيناه في السابق بتناقض كلية مع
____________________
(١) الفرق بين الفرق : ٤٦.
(٢) لبحث مسألة التجسيم عند هشام أنصح بمراجعة مقال : الكلام عند الإمامية : نشأته وتطوره وموقع الشيخ المفيد منه للشيخ محمد رضا الجعفري المنشور في العددين المزدوجين (٣٠ ـ ٣١) و (٣٢ ـ ٣٣) من مجلة تراثنا.