لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) نراها تعرض للأمرين معاً ، حيث تؤكد عدم توقف وجود العصمة على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل نراها تمدّ بهذا الوجود إلى خارج هذه الدائرة ، أياً كان المراد بأهل البيت عليهمالسلام ، (٢) فإنها تتحدث عن هذا الامتداد الربّاني ، فإرادة الله بعصمة أهل البيت عليهمالسلام حينما تعلّقت بجهة غير الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا بد من سبب لذلك ، فهي ليست إرادة عابثة ، وكونها هادفة فإن هدفيتها لن تخرج حتماً عن نفس الهدف الرباني المتعلّق بإرسال الرسل والأنبياء عليهمالسلام.
وتظهر لنا الآية الكريمة : (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (٣) تجلّياً واضحاً لحقيقتي الامتداد والعصمة ، فوجود الهادي لكل قوم تظهر أحقية هذه الأقوام بوجود هذا الهادي ، لأن عدم وجوده يمكن أي كون حجة في ما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ، فلقد كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أسوة لمن رافقه وصاحبه ، وبمقدار ما نقل عن سلوكه وحديثه فهو أسوة لمن بعده ، ولكن ما خفي من حياته (صلوات الله عليه وآله) كان هو الأكثر ، ولهذا فمن حق الأمم اللاحقة أن تسأل عن سبب محروميتها واستثنائها منالقاعدة التي التزمت بها عملية الهداية الربانية تجاه الأقوام السابقة لعهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حيث كانت ترتع ما بين نبي وإمام؟!
أقول : إذ تظهر هذه الآية الامتداد الرسالي فإنها تظهر عصمة هذا الهادي أيضاً ، فأيّ هداية يمكن تصوّرها والهادي ليس من أهل العصمة؟! وكيف يمكن للأمة أن تتبعه وهو يعيش بين ظهرانيها بخطئه وذنوبه؟! وإذا
____________________
(١) الأحزاب : ٣٣.
(٢) ما كتب في أسباب نزول آية التطهير كثير جداً ، وأنصح بالرجوع إلى ما جادت به يراع الأخ الجليل الحجة السيد علي الحسين الميلاني في عدد من كتبه في هذا المجال ، وسيأتي المزيد من التفصيل عن هذه الأسباب ودلالاتها في متون هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
(٣) الرعد : ٧.