أَتى رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ، فَقَالَ لَهُ (١) : إِنِّي (٢) تَزَوَّجْتُ ، فَادْعُ اللهَ لِي.
فَقَالَ : « قُلِ : اللهُمَّ بِكَلِمَاتِكَ اسْتَحْلَلْتُهَا ، وَبِأَمَانَتِكَ أَخَذْتُهَا ، اللهُمَّ اجْعَلْهَا وَلُوداً وَدُوداً لَاتَفْرَكُ (٣) ، تَأْكُلُ مِمَّا (٤) رَاحَ (٥) ، وَلَا تَسْأَلُ عَمَّا
__________________
هذا ، والظاهر أنّ الميثمي في ما نحن فيه مشترك بين أحمد بن الحسن ومحمّد بن الحسن وأنّ المراد من أبي يوسف هو يعقوب بن يزيد ؛ فإنّه مضافاً إلى أنّ أبا يوسف في كثير من الموارد كنيةٌ للمسمَّينَ بيعقوب ، كنّي يعقوب بن يزيد بأبي يوسف كما في رجال النجاشي ، ص ٤٥٠ ، الرقم ١٢١٥ ، ولم نجد في أصحابنا من كان مكنّىً بأبي يوسف ويروي عن الميثمي غيره.
فالمحصّل حتّى الآن اشتراك الميثمي بين أحمد بن الحسن بن إسماعيل ومحمّد بن الحسن بن زياد ، وتعيّن أبي يوسف في يعقوب بن يزيد.
وأمّا المراد من الضمير في « عنه » ، وإن كان مقتضى ظاهر الطبقة رواية محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد بن عيسى ـ وفيه كلام لا يسع المقام تفصيله ـ وأحمد بن أبي عبدالله البرقي عن يعقوب بن يزيد ، فيتردّد مرجع الضمير بين هؤلاء الثلاثة ، لكنّ التأمّل في كيفيّة التعبير عن الراوي واستعمال تعبير أبي يوسف يقضي بكون مرجع الضمير في ما نحن فيه هو أحمد بن أبي عبد الله ؛ فإنّا لم نجد في رواة يعقوب بن يزيد من يعبّر عنه بأبي يوسف إلاّعبد الله بن جعفر ـ وهو الحميري ـ وأحمد بن أبي عبد الله. أمّا عبد الله بن جعفر فتعبيره منحصر بما أورده النجاشي في رجاله ، ص ١٣٤ ، الرقم ٢٤٤ حين ذكر طريقه إلى كتاب حفص بن البختري حيث قال : « ... قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري ». وأمّا أحمد بن أبي عبد الله ـ وهو أحمد بن محمّد بن خالد ـ فتعبيره عن يعقوب بن يزيد بأبي يوسف متكرّر في الأسناد ؛ فقد روى عنه في المحاسن ، ص ١٦٤ ، ح ١١٧ ؛ وص ١٧١ ، ح ١٣٩ ؛ وص ١٨٦ ، ح ٢٠١ ؛ وص ٢٠٧ ، ح ٦٧ ؛ وص ٥٨٥ ، ح ٨٢ ؛ وص ٦٠٨ ، ح ٢ ؛ وص ٦١٠ ، ح ١٦ بعنوان أبي يوسف يعقوب بن يزيد. وروى عنه في المحاسن ، ص ٣٨٥ ، ح ٧٢ بعنوان أبي يوسف يعقوب بن يزيد الكاتب. وفي علل الشرائع ، ص ١٤١ ، ح ١ بعنوان أبي يوسف يعقوب بن يزيد الأنباري. وفي معاني الأخبار ، ص ١٦٠ ، ح ١ والأمالي للصدوق ، ص ٣٨٣ ، المجلس ٧٢ ، ح ١٢ بعنوان أبي يوسف يعقوب بن يزيد الأنباري الكاتب.
ويؤيّد ذلك أنّ رجوع الضمير إلى أحمد بن أبي عبد الله بعناوينه المختلفة أكثر بمراتب من رجوعه إلى محمّد بن يحيى.
(١) في « بخ ، بف » والوافي : ـ « له ».
(٢) في الوسائل : + « قد ».
(٣) تقدّم معنى الفرك ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.
(٤) في الوسائل : « ما ».
(٥) في الوافي : « كأنّ المراد أنّها تأكل ممّا جاء وحصل عندها بالعشيّ كائناً ما كان ، ولا تسأل عمّا ذهب وغاب عنها ، وهذا قريب من معنى رواح الماشية وسراحها ، كما قال عزّ وجلّ : ( حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ) [ النحل