المحمّديّة صلّى الله عليه وآله وتمّ بها صورة دائرة النبوّة ، وظهر منها حقيقتها بجميع أوصافها.
وحقيقة هذه الدائرة هي الروح الأعظم الّذي هو حامل معنى النبوّة ، وله بداية وهي أوّل نقطة الأنبياء وهو وجود آدم عليه السلام وحركة دوريّة في نقط وجودات الأنبياء ونهاية منطبقة على البداية وهو النقطة الأخيرة المحمّديّة ـ إلى أن قال ـ :
فظهر من ضرب هذا المثل : أنّ نبوّة الرسول صلّى الله عليه وآله ذاتيّة دائمة ، لأنّها المنتهى ، ومنتهى الدائرة عين المبدأ ، ومبدأ النبوّة هو الروح الأعظم المتجلّي في كلّ نقطة من نقط الأنبياء بوصف من أوصافها [وفي نقطة الصورة المحمّديّة بذاتها كظهور البذرة في كلّ مرتبة من مراتب النموّ بوصف من أوصافها] (١) وفي منتهى المراتب وهي الثمرة بالذات إلى آخر ما ذكره. فافهم.
وإلى هذا الوجه يرجع ما روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : ما كان له ذنب ولكنّ الله ضمن له أن يغفر ذنوب شيعة عليّ عليه السلام ما تقدّم من ذنبهم وما تأخّر (٢).
فإنّ الامّة المرحومة الفائزين بالرحمة الواسعة منحصرة في شيعة عليّ بن أبي طالب عليه السلام كما يستفاد من الأخبار المتواترة ، فلا يدخل الجنّة إلّا من كان محبّا له من زمن آدم إلى يوم القيامة ، ولا يخلد في النار إلّا من كان مبغضا له كذلك.
__________________
(١) ليست في «أ».
(٢) بحار الأنوار ٧١ : ٢٤.