كثيرة بتضييع الأموال ، وإتلاف النفوس.
وفي رواية عن الرضا عليه السلام : فأمّا قوله عزّ وجلّ : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (١) فإنّه يقول : ولن يجعل الله لكافر على مؤمن حجّة ، ولقد أخبر الله عزّ وجلّ عن كفّار قتلوا النبيّين بغير حقّ ، ومع قتلهم إيّاهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلا من طريق الحجّة (٢). انتهى.
وكيف كان ، فقد نصر الله رسولنا في حياته في مواطن كثيرة مع قلّة عدده وعدّته ، ووقائعه في غزواته معروفة ، وبعد وفاته بأصحابه وخلفائه وترويج دينه وإعلاء كلمته يوما فيوما مع كثرة الملحدين ، وشدّة عناد المنافقين ، وسينصره في زمان الرجعة قبل يوم القيامة بما قرع سمعك من الأخبار المتواترة المشتملة على ما يخصّه الله في أهل بيته وشيعتهم من الدولة العظيمة ، والسلطنة القويمة ، وفي القيامة بقبول شفاعته في أمّته ؛ بل في جميع الأمم ، وبعثه المقام المحمود ، وتخصيصه بلواء الحمد ، وتاج الكرامة ، والحوض ، وغير ذلك ممّا لا يخفى على من تتبّع الآيات والأخبار.
فأيّ نصر أعزّ وأمنع من نصر الله لهذا الرسول الّذي كان في أوّل أمره بحسب الظاهر يتيما وحيدا فقيرا لا عدد ولا عدّة له ، فشرح الله صدره ، ووضع عنه وزره ، ورفع له ذكره ، وأكثر له الذرّيّة الطيّبة ، وأعطاه الكوثر المفسّر بذلك وبغيره من المراتب العالية ، فصلّى الله عليه وآله صلاة دائمة طيّبة.
__________________
(١) النساء : ١٤١.
(٢) بحار الأنوار ٤٤ : ٢٧١.