خلقا للكفر لا زوال له ، وخلق خلقا بين ذلك أعارهم الله الإيمان يسمّون المعارين ؛ إذا شاء سلبهم (١).
وقال أيضا عليه السلام : إنّ العبد يصبح مؤمنا ويمسي كافرا ، ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا ، وقوم يعارون الإيمان ثمّ يسلبونه ويسمّون المعارين (٢).
أقول : فغير المعارين هم الّذين كتب الله في قلوبهم الإيمان وثبّته فيها.
ويحتمل أن يراد بالمؤمنين غير من خلقوا للإيمان ، فإنّ المخلوقين لا يكونون إلّا مؤمنين ، فهم أرباب السكينة من أوّل الأمر ، فلا حاجة إلى إنزالها في قلوبهم. فافهم.
ومنها : نور معرفة الإمام المعصوم عليه السلام المشعشع لقلوب العارفين به ، فإنّ من لا يعرف إمام زمانه يكون حائرا متحيّرا في دينه ، متزلزلا في عقيدته ، غير مطمئنّ بنجاته ، قال الباقر عليه السلام : كلّ من دان الله عزّ وجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شانئ لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها وقطيعها ، فهجمت ذاهبة وجائية يومها ، فلمّا جنّها الليل بصرت بقطيع غنم مع غير راعيها ، فحنّت إليها واغترّت بها ، فباتت معها في مربضها ، فلمّا أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت متحيّرة تطلب راعيها وقطيعها ، فبصرت بغنم مع راعيها فحنّت إليها واغترّت بها ، فصاح بها
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٨ : ١١٦.
(٢) بحار الأنوار ٦٩ : ٢٢٥.