صدّوا عن دخولها قال المنافقون : ما حلقنا ولا قصّرنا ولا دخلنا المسجد الحرام. وكان غرضهم من ذلك أنّ رؤيا الرسول كانت كاذبة ، فردّ الله عليهم بأنّ رؤياه صادقة البتّة ، وما رآه كائن لا محالة في العام القابل.
وقوله : (بِالْحَقِ) وصف لمصدر محذوف ، أي : صدقا متلبسا بالحقّ ، مطابقا للواقع.
ويحتمل كون «الباء» للقسم ، فهو متّصل بقوله : «لتدخلنّ» ، فهو جواب القسم المذكور ، وعلى الأوّل جواب للمحذوف ، والاعتراض بكلمة الاستثناء لطريان الموت ، أو المرض على بعض المخاطبين ، أو لتعليم العباد ، أو حكاية لقول الملك أو النبي صلّى الله عليه وآله.
ومن المحتمل أن يكون «إن» بمعنى «إذ» كما في قوله : (إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى) (١) وقوله : «إن أذنا قتيبة حزّتا».
و «التحليق» هو إزالة شعر الرأس بالحلق.
و «التقصير» هو قصّ الظفر ، ونحو ذلك ، وهما من مناسك «منى» والمكلّف مخيّر بينهما ، وإن كان الأوّل أفضل ، ولكنّ الثاني متعيّن على المرأة. والتفصيل في الفقه. فالمراد : محلّقا بعضكم ، ومقصّرا آخرون.
وقوله : (فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا) إشارة إلى أنّ تأخير وقوع تعبير هذه الرؤيا كان لمصلحة لا تعلمونها وكان الله عالما بها ، فالاعتراض على النبيّ صلّى الله عليه وآله من ضعف الإيمان.
__________________
(١) الأعلى : ٩.