الملفوظة فالتغاير أظهر من الشمس لما تفهم ، وإن أردتم به الصفة فلا يخفى أنّ جميع صفات الله ليست ذاتيّة ، فالإطلاق غير حسن ، وسيأتيك تفصيل عن قريب.
والجواب عن الأوّل مفصّلا : إنّ قدم الأسماء الملفوظة غير مسلّم ، بل هي حادثة بالنصّ والإجماع ، ولأنّها متفاوتة بتفاوت اللغات كالعربيّ والعجميّ ، فلو كانت عين المسمّى لزم تغيّر الذات وتفاوته بها مع أنّ الذات محض وحدة لا يتطرّق إليه الكثرة ، ولو كانت عينه لزم تعدّد الآلهة ، لأنّ لله عزّ وجلّ تسعة وتسعين اسما كما في العدّة عن الرضا عليه السلام ، مع أنّ العين واحدة وليس إلّا معنى واحد جامع للمعاني.
فإن قيل : فما معنى قولهم : كان هو العالم القدّوس في الأزل وغير ذلك من الأسماء المختلفة؟
قلنا : قد بيّن في الكتب الكلاميّة أنّ الصفات الذاتيّة الّتي ترجع إلى الذات عين الذات ، بمعنى أنّه عين واحدة جامعة للجميع ؛ فهي قادرة بعلم ، وعالمة بقدرة وغير ذلك ، أي : مفهوم الكلّ في الحقّ واحد يعلم بقدرته ويرى بعلمه ، وقيّوم بحيويّة وحيّ بقيموميّة ، والأخبار على ذلك أيضا شاهدة ، ومعنى أنّه تعالى كان في الأزل عالما قادرا قدّوسا أنّه تعالى كان في الأزليّة الأولى متّصفا بتلك الصفات من غير وجود ما يظهرها من حجابها العينيّ إلى اللفظيّ ، بل الذهنيّ الحادثين ، فليس المراد من كون الأسماء في الأزل ، كون الألفاظ ؛ بل معانيها الّتي ترجع إلى معنى واحد من جميع الوجوه ، وهو نفس الذات وعينه ، بل لا يحسن القول بأنّ تلك أسماء وأوصاف له ، بل ليس