رسول نبيّ ولا عكس ، وقد ذكر جماعة أنّ الرسول : الّذي معه كتاب من الأنبياء ، والنبيّ : الّذي ينبئ عن الله ؛ وإن لم يكن له كتاب.
قال نور الدين الجزائريّ : وأورد عليه أنّ «لوطا» و «إسماعيل» و «أيّوب» و «هارون» كانوا مرسلين كما ورد في التنزيل ولم يكونوا أصحاب كتب مستقلّة.
وقد يفرّق بينهما بأنّ الرسول : من بعثه الله بشريعة جديدة ناسخة ، والنبيّ صلّى الله عليه وآله : من بعثه لتقرير شريعة سابقة ، وفي بعض الأخبار : أنّه سئل عن عدد الأنبياء ، فقال : أربعة وعشرون ألفا ، فقيل : فكم الرسول منهم؟ فقال : ثلاثمائة وثلاثة عشر. فتدبّر.
وربّما يفرّق بينهما بأنّ الرسول من يأتيه الملك عيانا ومشافهة ، والنبيّ : من يأتيه في منامه ، ويدلّ عليه بعض الأخبار ، فتأمّل.
وربّما يفرّق بينهما بأنّ الرسول من يجب عليه التبليغ إلى الخلق ؛ بخلاف النبيّ ، فإنّه قد يكون نبيّا على نفسه خاصّة ، ومن هنا قيل : إنّ للرسول يدين يد يأخذ بها عن الله ، ويد يعطي بها الخلق ؛ بخلاف النبيّ ، فإنّ يده آخذة. وهذا هو الفرق بين الرسالة والنبوّة ، فتأمّل.
وقيل : إنّ النبيّ والرسول كالجار والمجرور ؛ إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا.
وقيل : إنّهما مترادفان ، فتأمّل.
وكيف كان فلا شكّ في استعمال كلّ منهما في الآخر وأمد حيّة الرسول وأشرفيّته.