تسمعه أذن ، ولم تره عين ، وذلك مقدار منصرفهم عن الجمعة ، ثمّ يرفع الربّ عن كرسيّه ويرتفع النبيّون والصدّيقون والشهداء ، ثمّ يرجع أهل الغرف إلى غرفهم في جوف درّة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم ، أو ياقوتة حمراء ، أو زبرجدة خضراء ، أو مثل ذلك ، فيها أنهار مطّردة ، وثمارها متدلّية منها ، فيها أزواجهم وخدمهم فليسو إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه من الكرامة ، ولذا سمّي «يوم المزيد» وفيه تقوم الساعة (١). فتدبّر.
وفي رواية عاصم بن حميد عن الصادق عليه السلام : إنّ لله كرامة في عباده المؤمنين في كلّ يوم جمعة ، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمنين ملكا معه حلّة فينتهي إلى باب الجنّة فيقول : استأذنوا لي على فلان ، فيقال له : هذا رسول ربّك على الباب ، فيقول لأزواجه : أيّ شيء ترينّ عليّ أحسن ، فيقلن : يا سيّدنا ، والّذي أباحك الجنّة ، ما رأينا عليك أحسن من هذا قد بعث إليك ربّك ، فيتّزر بواحدة ويتعطّف بالأخرى ، فلا يمرّ بشيء إلّا أضاء له حتّى ينتهي إلى الموعد ، فإذا اجتمعوا فيه تجلّى لهم الربّ ، فإذا نظروا إليه ـ أي إلى رحمته ـ خرّوا سجّدا فيقول : عبادي ارفعوا رؤوسكم ، ليس هذا يوم سجود ولا عبادة قد رفعت عنكم المئونة؟
فيقولون : يا ربّ ، وأيّ شيء أفضل ممّا أعطيت ؛ أعطيتنا الجنّة؟ فيقول : لكم مثل ما في أيديكم بسبعين ضعفا ، فيرجع المؤمن في كلّ جمعة بسبعين
__________________
(١) بحار الأنوار ٨٦ : ٢٨٠.