والأمر بـ «الانتشار» للإباحة أو الاستحباب ، وقد روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال : إنّي لأركب في الحاجة الّتي كفاها الله ما أركب فيها إلّا لالتماس أن يراني الله أضحّي في طلب الحلال ، أما تسمع قول الله عزّ وجلّ : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا) ... (١) إلى آخره.
وفي «حقائق القرآن» : إذا فرغتم من مشقّة العبوديّة فانتشروا في الأرض إلى طلب أوليائي ، وجالسوهم لتستفيدوا من لقائهم وكلامهم الفوائد الغيبيّة ، والأنباء الملكوتيّة ، وجالسوا في مجلس السماع والقول فهناك فضل الله من الخطاب ، وكشف النقاب. انتهى.
وفي رواية أنس عن النبي صلّى الله عليه وآله : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) ليس بطلب دنيا ولكن عيادة مريض ، وحضور جماعة ، وزيارة أخ في الله (٢).
وعن ابن عبّاس : لم يؤمروا بطلب شيء من الدنيا ، إنّما هو عيادة المرضى ، وحضور الجنائز ، وزيارة أخ في الله.
وعن سعيد بن المسيّب : إنّه طلب العلم.
وعن بعضهم : إنّه صلاة التطوّع.
وفي «التفسير الصادقيّ عليه السلام» : إنّ الانتشار يوم السبت (٣). وكذا في «تفسير القمّيّ رحمه الله» (٤).
والمراد بـ «الذكر» أن لا ينسى العبد مولاه في مجامع أحواله سواء كان
__________________
(١) عدّة الداعي : ٩١ ، مجمع البيان ، المجلّد ٥ : ٤٣٥.
(٢) مجمع البيان ، المجلّد ٥ : ٤٣٥.
(٣) الفقيه ١ : ٤٢٤.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٣٦٧.