داخل فيه ومشتقّ منه يلزم اتّحاد التسمية معهما أيضا ، لأنّ الكلّ مأخوذ من الاسم ، فيلزم اتّحاد المتحرّك والحركة والتحريك والتحرّك والمحرّك والمتحرّك ؛ إذ الكلّ مأخوذ من الحركة ، مع أنّ ذلك الحمل لا يصحّ وقوعه فيها ؛ إذ هي ليست كالسيف والصارم والمهنّد ، لأنّ السيف صارم عند صفة ، وكذا مهنّد عند اخرى ، والاسم دلالة ، والمسمّى مدلول ، والتسمية وضع ، وليست التسمية اسما بصفة ، وكذا البواقي ، فالحمل غير صحيح.
ولو أردتم به المعنى الثالث ، فقياس الثلاثة عليه أيضا باطل ، لفقدان الوجه الجامع ؛ إذ ليس هنا شيئا موضوعا قد يتّصف بالاسم وقد يسمّى بالتسمية ، كالثلج ؛ إذ هو معنى واحد موضوع موصوف بالبرودة والبياض.
هذا توضيح ما قاله الغزاليّ ومحصّله.
لكن أنا أقول : الحقّ في المسألة على ما خطر ببالي أنّه إن أريد من الأسماء معاني الصفات الذاتيّة الّتي فيها وسم الذات فهي عين المسمّيات ؛ إذ ثبت في محلّه أنّ صفاته تعالى عين ذاته ، فلذا قيل : الصفات غير الذات من حيث ما تفهم العقول ، وعينه من حيث التحقّق والحصول.
وإن أريد منها حروفها المقطوعة فغير المسمّيات ، للأدلّة المذكورة ، مثلا العالم عين الذات الواحدة بالنظر إلى معناه وحقيقته الّتي هي الاتّصاف بالعلم المتّحد مع القدرة وسائر الصفات الذاتيّة ، وغير الذات بالنظر إلى لفظه ؛ إذ من الضروريّات أنّ العين والألف واللام والميم ليست عين الذات.
وقد قيل : إنّ الصفات غير الذات من حيث إنّ مفاهيهما متغاير للآخر بالنظر إلى الظاهر ، وعينها من حيث إنّ الذات جامع لجميعها ، فيقدر بعلمه