ويعلم بقدرته ، وذلك معنى إيقاع الأسماء عليه ... إلى آخره. وهذا معنى ما قيل [أنّ] الصفات غير الذات من حيث ما تفهم العقول ، وعين الذات من حيث التحقّق والحصول.
وكذا يغاير الاسم والمسمّى إن أريد من الاسم الصفات الفعليّة.
إذا علمت ذلك ، فاعلم أنّ الظاهر هو عدم القول بأنّ الاسم عين المسمّى بمعنى كون لفظه عين الذات ، لأنّ ذلك ممّا لم يقل به البليد ، فكيف يقوله الفطين الحميد! فنسبة ذلك القول إلى بعض العلماء وعدّه في الأقوال خطأ ، فتدوين الأدلّة في الردّ على ذلك بما يناسب اللفظ بأن يقال الاسم هو الحروف ، فكيف يكون عين المسمّى عجيب ، بل ذكر ذلك عن مثل الغزاليّ غريب غاية العجب والغرابة ؛ إذ مراد القائلين بالعينيّة ليس إلّا ما ذكرنا ، وهو مذهب الإماميّة.
وأمّا بعض أهل الجماعة زعموا أنّ الصفات غير الذات ، بمعنى أنّ الذات شيء والوصف شيء آخر ، ويلزم على ذلك تعرّي الذات عن تلك الأوصاف في الأزل إن لم تكن معه فيه وتعدّد القدماء واحتياج القديم إليها إن كانت.
على أنّ الأخبار متواترة على ردّ ذلك وناصّة على العينيّة. وهنا أبحاث كثيرة ، وتفاصيل غير يسيرة ؛ ليس هذا الكتاب موضع ذكرها.
فرع :
قالت الوحدتيّة من الصوفيّة لعنهم الله : إنّ المراد بالصفات والأسماء هو الموجودات كلّها ، لأنّها مظاهر الحقّ ، بل هي على صورته ومرآة لذاته ، فهي الشؤونات الذاتيّة.