«العلم» محذوف بقرينة فعل «البلوى» فالتقدير «ليبلوكم فيعلم أيّكم أحسن عملا» كما صرّح به شيخنا الطبرسي رحمه الله (١).
وعليه ، ففي الكلام تعليق ، وهو إبطال العمل لفظا خاصّة ، فمحلّ هذه الجملة ؛ أي قوله : (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) نصب ، ولذا ينصب المعطوف عليها ، وهو ـ أي التعليق في هذا الباب ـ واجب عند دخول واحد من المعلّقات على الجملة ، وهي «ما» و «لا» و «إن» النافيات ، و «لام» الابتداء والاستفهام.
قال السيوطيّ : سواء تقدّمت أداته على المفعول الأوّل نحو «علمت أزيد قائم أم عمرو» أم كان المفعول اسم استفهام نحو (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) أم أضيف إلى ما فيه معنى الاستفهام نحو «علمت أبو من زيد» فإن كان الاستفهام في الثاني نحو «علمت زيدا أبا من هو» ، فالأرجح نصب الأوّل ، لأنّه غير مستفهم به ، ولا مضاف إليه. قاله في شرح الكافية. انتهى.
بخلاف الإلغاء ، وهو إبطال العمل لفظا ومحلّا بوقوع الفعل في الوسط ، فإنّه جائز ، وربّما يعدّ من المعلّقات «لعلّ» و «لو».
قال الطبرسيّ : وارتفع «أيّ» بالابتداء ، وإنّما لم يعمل فيه ما قبله لأنّه على أصل الاستفهام (٢). انتهى.
وأمّا على الأوّل فلا تعليق ، قال في الكشّاف بعد ذكر ما تقدّم من العبارة :
فإن قلت أتسمّي هذا تعليقا؟ قلت : لا ، إنّما التعليق أن توقع بعد ما يسدّ مسدّ المفعولين جميعا ؛ كقولك : «علمت أيّهما عمرو ، وعلمت أزيد
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٤٠٧.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٤٠٧.