ونحوه ما في مجمع البيان (١).
وقال الزمخشري في الكشّاف : وسمّى علم الواقع منهم باختبارهم «بلوى» وهي الخبرة استعارة من فعل المختبر ، ونحوه قوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ) (٢) (٣). انتهى.
وفي الكلّيّات : إنّ البلاء أصله الاختبار ، وفي ذلك بلاء : أي محنة إن أشير إلى صنائعهم ، أو نقمة إن أشير إلى الإنجاء. وفعل البلوى يتعدّى إلى مفعول واحد بنفسه ، وإنّما يتعدّى إلى الثاني بواسطة الباء. انتهى.
وعلى ما ذكره من عدم تعدّي هذا الفعل بنفسه إلّا إلى المفعول الواحد ، فلا تعلّق لقوله : (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) إلّا أن يقال كما في الكشّاف :
إنّ قوله : (لِيَبْلُوَكُمْ) تضمّن معنى العلم ، فكأنّه قيل : ليعلمكم أيّكم أحسن عملا. قال : وإذا قلت علمته أزيد أحسن عملا أم هو ، كانت هذه الجملة واقعة موقع الثاني من مفعوليه ؛ كما تقول : علمته هو أحسن عملا (٤). انتهى.
وبه صرّح البيضاويّ أيضا قال :
جملة واقعة موقع المفعول الثاني لفعل البلوى المتضمّن معنى العلم (٥). انتهى.
ويمكن أن يقال : لا تضمين في قوله : (لِيَبْلُوَكُمْ) بل يقال : إنّ فعل
__________________
(١) مجمع البيان ، المجلّد ٥ : ٤٨٤.
(٢) محمّد صلّى الله عليه وآله : ٣١.
(٣ و ٤) الكشّاف ٤ : ٥٧٥.
(٥) أنوار التنزيل وأسرار التأويل ٢ : ٥٠٩.