ومنها : أنّ الناظر إلى هذه السماء لمّا كان يتخيّل أنّ الكواكب فيها ، جرت الآية على ما يتخيّله الناس. فتأمّل.
ومنها : أنّه لا يبعد وجود كرة تحت كرة القمر ، فتكون في البطء مساوية لكرة الثوابت. حكي عن الرازيّ. وفيه نظر.
ومنها : أنّه يجوز أن تكون جميع الأفلاك الثمانية الّتي أثبتوها لجميع الكواكب فلكا واحدا مسمّى بالسماء الدنيا ، وتكون غيرها ستّة سماوات أخر غير مكوكبة ؛ كما أنّهم يثبتون لكلّ من الكواكب أفلاكا كثيرة جزئيّة ، ويعدّون الكلّ فلكا واحدا كلّيّا. قاله المجلسيّ رحمه الله (١). وفيه أيضا ما لا يخفى. فليتأمّل.
ومنها : أنّ المراد بالكواكب المزيّنة للسماء هي الشهب المنقضّة من الكواكب ، ولمّا كانت ترى حسّا على سطح السماء فهي زينة لها ؛ كما يؤيّده قوله : (وَجَعَلْناها رُجُوماً) (٢) فإنّ الشهب يرجم بها لا الكواكب ؛ كما ستعرفه.
ومنها : أنّ المراد بالدنيا المدنو من الناحية العليا والعرش الأعلى ، فالمراد بها الفلك الثامن.
وفي الآية إشكال آخر ، وهو أنّ الكواكب مركوزة في ثخن الفلك ، فلا يمكن انتقالها من محالّها ، فكيف يرجم بها الشياطين؟ ودفع بأنّهم لا يرجمون بالكواكب أنفسها ، لأنّها قارّة في الفلك على حالها ، ولكن ينفصل من نار الكواكب شهاب كقبس يؤخذ من نار ، والنار ثابتة كاملة لا تنقص ،
__________________
(١) بحار الأنوار ٥٨ : ٧٨.
(٢) الملك : ٥.