سواء كان من جهة الكفر ، أو غيره من أصناف المعاصي ، فإنّ المصدر المضاف مفيد للعموم ، إلّا أنّ الظاهر أنّ الإضافة للعهد الذكريّ ، فإنّ المعهود المذكور هو الكفر وتكذيب الرسل.
قال الطبرسيّ رحمه الله : و «الإقرار» مشتقّ من قرّ الشيء يقرّ قرارا : إذا ثبت. و «الاعتراف» مأخوذ من المعرفة. و «الذنب» مصدر لا يثنّى ولا يجمع ، ومتى جمع فلاختلاف جنسه (١). انتهى ، فتأمّل.
وقال أيضا : وإذا قيل : ما وجه اعترافهم بالذنب مع ما عليهم من الفضيحة به؟
فالجواب : أنّهم قد علموا حصولهم على الفضيحة ؛ اعترفوا أم لم يعترفوا ، فليس يدعوهم إلى أحد الأمرين إلّا مثل ما يدعوهم إلى الآخر في أنّه لا فرج فيه ، فاستوى الأمران عليهم : الاعتراف وترك الاعتراف ، والجزع وترك الجزع (٢). انتهى ، فتأمّل.
و «السحق» البعد عن الرحمة ، ونصب «سحقا» على المصدر ، وقد أنيب عن فعله المحذوف وجوبا ؛ كما في نظائره.
وقيل : أي ألزمهم الله سحقا ، فجاء المصدر على غير لفظه ، والظاهر أنّ الجملة دعائيّة ، ويحتمل الخبريّة ، وفائدتها الإخبار عن حالهم في الآخرة ، وأنّ اعترافهم وترك اعترافهم سيّان في هذا اليوم ، وإن كان الاعتراف بالذنب
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٤١١.
(٢) مجمع البيان ١٠ : ٤١١.