«والرحيم» اسم عامّ بصفة خاصّة (١).
وفي المجمع عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إنّ لله عزّ وجلّ مائة رحمة ، وإنّه أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسّمها بين خلقه ؛ بها يتعاطفون ويتراحمون ، وأذخر تسعا وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة (٢).
وفيه أيضا : إنّ الله قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة يرحم بها عباده يوم القيامة.
والأخبار في وفور رحمته الرحيميّة لعباده ؛ سيّما لامّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في الدنيا والآخرة كثيرة متواترة.
فائدتان :
الاولى : قال العلّامة الطبرسيّ في مجمع البيان : إنّما قدّم «الرحمن» على «الرحيم» لأنّ «الرحمن» بمنزلة الاسم العلم بحيث لا يوصف به إلّا الله.
أقول : وتقديم «الرحمن» على «الرحيم» إنّما هو لعموم فيه ، وفي قوله : «سبقت رحمته غضبه» دلالة عليه ؛ إذا الرحمة الرحيميّة للمؤمنين عذاب وغضب للكافرين ، وما قيل من أنّ الرحمة الرحمانيّة إنّما هي في الدنيا والرحيميّة في الاخرى ، فلذا قدّم «الرحمن» على «الرحيم» لتقدّم الاولى على الثانية ليس بوجيه ، لما قاله الطبرسيّ من أنّ وجه خصوص «الرحيم» بالمؤمنين هو ما فعله بهم في الدنيا من التوفيق ، وفي الآخرة من الجنّة
__________________
(١) مصباح الكفعميّ : ٣١٧ ، المقام الأسنى : ٢٩.
(٢) الصراط المستقيم ٣ : ٦٩ ، الطرائف ٢ : ٣٢٢ ، نهج الحقّ : ٣٧٤.