ومنها : «الرزق» كما قال : (ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ) (١).
ومنها : «النفع» كما قال : (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ) (٢).
ومنها : رقّة القلب ، كما قال : «لن يرحموكم».
وبالجملة ؛ إطلاق الرحمة على «الله» بالمعاني الاول شائع ، وبالمعنى الأخير غير ذائع ، فالقول بأنّ إطلاق «الرحمن» على «الله» تعالى مجاز بلا حقيقة بعيد ، والاشتراك يدفعه ، فتأمّل.
فلذا قيل : هي ـ أي «الرحمة» ـ إذا استعملت في «الله» عبارة عن برّه وإحسانه ، وفي العباد عبارة عن رقّة القلب.
فظهر أنّ إطلاق «الرحمة» على الحقّ ليس مجازا ، لكن «الرحمن» اسم خاصّ به تعالى لا يطلق على غيره ، لأنّه قائم مقام «الله» لقوله : (ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) ... (٣) فلذا قيل : «الرحمن» علم لا صفة. و «الرحيم» غير خاصّ به ، لإطلاقه عليه وعلى غيره.
وبينهما فرق آخر وهو أنّ «الرحمة» الرحمانيّة عامّة وسعت كلّ شيء ، وهي على ما قاله الطبرسيّ إنشاؤه إيّاه وخلقهم وإعطاء الوجود به و «الرحمة» الرحيميّة خاصّة بالمؤمنين ، فلذا قال : (وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (٤) وهذا معنى ما روي من أنّ «الرحمن» اسم خاصّ بصفة عامّة
__________________
(١) الإسراء : ٢٨.
(٢) يونس : ٢١.
(٣) الإسراء : ١١٠.
(٤) الأحزاب : ٤٣.