ويمكن أن يجاب ـ بل هو المتعيّن ـ بأنّ أسماء الله تعالى معارف كلّها في نفسها لا بواسطة ، ألا ترى أنّه قال الطبرسيّ «اللام» في الجلالة مزيدة للتفخيم والتعظيم ، ومن زعم أنّها للتعريف فقد أخطأ ؛ لأنّ أسماء الله تعالى معارف. انتهى.
فعلى هذا لا ضير في كون «الربّ» مجرورا لكونه نعتا للربّ ، وممّا يؤيّد تعريفه عدم استعماله في غيره تعالى بدون الإضافة ، بل هو ممّا يخصّ به تعالى عند إضافته «للعالمين».
وممّا يؤيّد النعتيّة : ما روي عن زيد بن عليّ عليه السلام أنّه قرأ رب العالمين بفتح «الباء» نظرا إلى قطع الوصفيّة ونصبه للمدح مفعولا ، ولا يجوز القطع في غير الوصف ، بل هو ممّا يقطع وينصب على المفعوليّة إن لم يكن منصوبا ، ويرفع على تقدير المبتدأ إن كان منصوبا أو مجرورا.
قال الطبرسيّ : ومن نصب رب العالمين فإنّما ينصب على المدح والثناء ، كأنّه لمّا قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ) استدلّ بهذا اللفظ على أنّه ذاكر لله ، فكأنّه قال : أذكر ربّ العالمين ، فعلى هذا لو قرأ في غير القرآن «ربّ العالمين» مرفوعا على المدح أيضا لكان جائزا على معنى هو ربّ العالمين. انتهى.
وبالجملة ؛ لا ينبغي أن يقرأ «الربّ» إلّا مجرورا سواء كان بدلا أم صفة.
واختلف في العامل فيه ، بل في كلّ تابع ؛ فقيل : العامل هو العامل في المتبوع ، ونسبه الأزهريّ إلى الجمهور ، ونقل نسبته إلى سيبويه عن بعض ، وذلك غير مطّرد لتخالفه في نحو «يا زيد العالم» إذ يلزم دخول الياء على المحلّى باللام ، وهو ممنوع إلّا فيما استثني ، إلّا أن يقال بقاعدة الاغتفار المعروف فلا ضير ، وحذف العامل في البدل خاصّة ، قول نادر بل ضعيف